كرباج على العقل.

2019-03-18 01:04:06

كرباج على العقل.

كرباج على العقل: مقال من كتاب الأحلام وهو كتاب فلسفي للدكتور مصطفى محمود يتحدث عن الحياة والوجود والإنسان والطبيعة والدين. يعتبر الكتاب من أهم الكتب التي كتبها الدكتور مصطفى محمود، وقد أثار الكتاب جدلاً واسعاً في الوسط الثقافي والفكري.
يستكشف الكتاب العديد من المفاهيم الفلسفية المختلفة، مثل الوجود واللاوجود، والحرية والمسؤولية، والقدر والمصير، والدين والإلحاد، وغيرها من المفاهيم المهمة.
كما يتضمن الكتاب أيضاً نظرة الدكتور مصطفى محمود الخاصة إلى الحياة والتفكير الإنساني، وكيف يمكن للإنسان أن يواجه التحديات الحياتية بشكل أفضل.
يشير الكتاب إلى أن الإنسان يجب أن يعتمد على عقله وتجربته الشخصية في التفكير واتخاذ القرارات، وأن الإيمان الكامل بالدين قد يمنع الإنسان من التفكير والاستمتاع بالحياة.
 
يتناول الكتاب أيضًا العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل العدالة الاجتماعية والحرية الفردية والتغيير الاجتماعي.
بشكل عام، تعتبر "كرباج على العقل" كتابًا مهمًا في الفلسفة والثقافة العربية،حيث يقدم الدكتور مصطفى محمود رؤية فلسفية متميزة حول الحياة والإنسان والوجود، ويحث القارئ على التفكير بشكل أعمق في قضايا الحياة والتفكير الإنساني.
 
 
للقراءة المزيد من مؤلفات الدكتور مصطفى محمود:
 
رحلتي من الشك إلى اليقين  السؤال الحائر   لغز الحياة الكاتب د. مصطفى محمود
 

► فصل محنة القلق:

 
 عبارة عن فصل في كتاب "التفكير الإسلامي في معالجة الأزمات"، والذي يتحدث عن القلق والتوتر الذي يشعر به الإنسان في حياته اليومية، وكيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر السلبية.
يشير الدكتور مصطفى محمود في هذا الفصل إلى أن القلق يمكن أن يكون نتيجة للتفكير السلبي والخوف من المستقبل، ويشير إلى أن الإسلام يوصي بالتفكير الإيجابي والاعتماد على الله في التعامل مع القلق.
ويشير الدكتور مصطفى محمود إلى أن الإسلام يعلم الإنسان كيف يتعامل مع المشاعر السلبية مثل القلق، ويشجع الإنسان على الاستماع لنفسه وتحليل مشاعره بعمق، وعلى التفكير بشكل إيجابي والاعتماد على الله في جميع الأحوال.
 

► كتاب الأحلام:

 
كربــاج على العقل ..
إن الحرية لا يصنعها برلمان..
إنها تصنع في داخلنا.
إنهافي الطريقة التي نفكر بها.. والأسلوب الذي نشعر به.. والطريقة التي يتفتح بها قلبنا على احساس جديد . ويصحو عقلنا على فكرة مبتدعة..
أن أخطر مايتهدد حريتنا ليس السجن..
ولاكن مشنقة في داخلنا..اسمها القلق..
انك تحب.. وتقضي الليل تفكر في المرأة التي تحبها.. وتصارع رغبة تكاد تقفز من فمك.. وتقاوم لهفة تلهب قدميك لتجري.. وتجري خلفها.. ولاكنك لاتفعل.. لأن هناك رياحا أخرى تهب في نفسك في اتجاه آخر مضاد..
هي نواهي الأخلاق وأوامر الوالدين..والخوف.. والخجل..وعدم الثقة.. والميراث الشرقي العريض من الحياء والتقاليد..
وبين القوتين المتضادتين تقف معلقا.. وقد شنقت حريتك وتدلت زرقاء لاهثة الأنفاس من حبل القلق..
لقد حاولت بأن تلقي برغبة صادقة إلى الخارج.. فكانت النتيجة أن القى بها سجان في قفص تحت الأرض.. في بدروم مظلم داخل نفسك..
وهكذا كل شيئ في حياتنا.. لايجد طريقه إلى خارج نفوسنا سهلا..
الخوف من الفشل يترصد كل رغبة ليخنقها قبل أن تولد..
وعقدة الذنب تجعل من كل عمل نعمله جريمة يؤاخذنا عليها الله والمجتمع والقوانين والآباء والأجداد.
والكبرياء والكرامة وعزة النفس وكل مايحف بذواتنا يصطدم على الدوام بما يفعله الآخرون.. ويؤجج فينا الخوف.. ويدفعنا إلى الهروب والتقوقع في نفوسنا وخوفا من الهزيمة والمهانة والمذلة..
والشك والتردد يمسك بالكلام في حلوقنا..فلا ننطقه وأنما نمضغه تحت أضراسنا.. دون أن نخرج له صوتا.
والغيرة تضيق من آفاقنا وتحجب عنا مئات الفرص ولا تكشف من دنيانا إلا وجه غريمنا وهو يلوح لنا بالكسب الرخيص الذي انتزعته منا.. فنقضي حياتنا في مبارزة حقيرة علي قطعة أرض أو امرأة ساقطة.. وتضيع أعمارنا بما فيها من أمكانيات..
وكل هذه القيود التي نرسف فيها من الداخل تعوقنا وتقف في سبيلنا.. وتنتهي بنا إلى التوقف والشلل.. وإلى حال تشبه ان نقف مكتوفين نتفرج على عمرنا الذي يضيع.. وننظر بعداء إلى كل لحظة تمضي..نريد أن نقتلها..
إن اللحظات تصبح عبثا.. والحياة تصبح كابوسا.. والقلب يصبح جثة يفوح منها الملل والسأم والضجر.. والصيحة الوحيدة التي تبقى لنا هي الخلاص.. والخلاص من نفوسنا..
ان القلق حالة من التوتر تنتابنا حينما ننقسم في داخلنا ونشهد رغباتنا وهي تقتتل وتتصارع..
إنها اللحظة الأليمة التي تتجلى فيها عداوتنا لأنفسنا.. وهي عداوة مفزعة.. لأن لاشئ فيها يمكن لمسه بالأصبع أو رؤيته رؤية العيان..
والقلق اليوم ليس كلمة تكتب على الورق.. بل هي صرخة على كل وجه.. وحالة يعبر عنها المجتمع كله بكل مظاهره..
فكر في العادات البسيطة التي تشاهدها كل يوم.. تدخين التبغ والسيجارة ..وشرب المكيفات.. ولعب الكوتشينة والدمنينو والكوتشينة والشطرنج.. ومضغ اللبان.. ورواية النكت القديمة المبتذله.
إن كل هذه العادات لها معنى واحد .. هو قتل الوقت إنها لعبة الصبر.. التي يتلهى بها الإنسان القلق عن النظر إلى داخل نفسه..
إن جنارة القتلى في لعبة الشطرنج. وحلقات الدخان التي يرسلها المدخن.. ماهي إلا جو مزيف.. وحياة مزيفة.. وإنفعالات مزيفة.. يريد أن يحتمي بها من إنفعالاته الحقيقية..
وأحيانا يتحول قتل الوقت إلى قتل حقيقي.. فتتطور المكيفات إلى مخدرات.. والنكات المبتذلة إلى عادة سرية. وإسراف جنسي .
إنها القلق نفسه وقد ارتفع إلى مستوى عال من التوتر..
ماذا يكتب نصف الأطباء للمرضى؟
إنهم لايكتبون أدوية.. ولكنهم يكتبون كرابيج للنفوس القلقة المرهقة أو منومات ومخدرات.. فنصف الروشتات عبارة عن كالسيوم وفيتامينات ومقويات ومنبهات للجنس.. وأقراص لليقظة.. وأقراص للشهية.. والنصف الآخر منومات ومسكنات ومهدئات..
والكلمة التي يرددها الطبيب بعد أن يفحص المريض ولايجد عنده مرضا ..هي.. أنت مصاب بكسل في الكبد.. او كسل في الأمعاء.. أو هبوط عام.. أو تهيج عصبي..
والأمزجة الجاهزة التي ترد من الخارج قد تحولت الآن إلى انواع مختلفة من المزة تعرض فيها الشركات فنها في صناعة اخلاط من المذاق الشهي والعطور والألوان حتى أصبحت رفوف المحلات شبيهة برفوف البار..
والأدب هو الآخر اصبح صورة من التجربة القلقة بكل مضاعفاتها.. فمعظم الكتاب يكتبون للتسلية وليساعدوا القاريئ على النسيان.. حتى على نسيان الكلام الذي يكتبونه
فكل هدفهم هو قتل الوقت والصحف تطالعنا كل يوم بعناوين تصرخ بالدم والجنس وريبورتاجات من عشرات الأعمدة تروى قصص الإنتحار وتصف تفاصيل التمزيق الذي حدث في قميص النوم.. وعلبة الأقراص التي تمنع الحمل التي وجدها المحقق تحت وسادة الضحية.. الخ.. الخ..
أما الأغاني فهي تذوب ذلا وعذابا وبكاء.. وتصرخ بالرغبة وتستجدي الإثارة والتهيج
. إن الرقابة على الفنون لا تجدي .. لأن الفنون تعكس حقيقة واقعة
فالمجتمع متوتر فعلا .. نفوسنا مشدودة الحبال .. و حياتنا ذات أنغام
إن المشكلة أعمق من وضع عسكري على باب كل مؤلف ..
إن معنى هذا أن نهرب من خوف باستخدام خوف آخر ..
معناها أن نرفع القلق إلى مستوى حكومي على حين أن المشكلة باقية في الشارع و في البيت .
لا مفر إذن من طرق البيت من بابه .
لا مفر من مهاجمة الداء في وكره .
إن الصراع يجرى فى أعماق قلبنا وعلينا أن نفتح باب قلبنا على مصراعيه
ونفتش فى أرجائه ..
لــ نعرف كيف نحب .. وكيف نكره .. وكيف نثور .. وكيف نتألم ..
وكيف نخاف ..وكيف نرقص على حبال هذه المشاعر كلها ..
علينا أن نفك زنبرك دماغنا لنعرف كيف نملؤه ونفك تروس عواطفنا
لـــ نعرف كيف تتلاءم وكيف تركب بعضها على بعض ..
علينا أن ننزل إلى غرفة الآلات لــنعرف كيف تدور هذه الماكينة
التى إسمها النفس ..
وكيف تعطب .. وكيف يصيبها القلق
وكيف يكون إصلاحها ...
من كتاب : الأحـــلا مـ
66

تهتم الأكاديمية الدولية لتطوير الذات بتقديم التدريب والاستشارات النفسية والأسرية عبر الإنترنت، وتتميز بمنهج علمي متكامل في مجالات الصحة النفسية والإرشاد الأسري، وعلاج سلوكي للإدمان، والتنمية البشرية، وتطوير الذات واللايف كوتشينج. كما توفر الأكاديمية دبلومات متخصصة في إعداد المدربين المحترفين TOT وتحليل الشخصية ولغة الجسد وأنماط الشخصية وعلم قراءة الوجوه والفراسة. وتقدم الأكاديمية خدمات مجانية لجميع الفئات والأعمار في الوطن العربي. يمكن لدينا مزيد من المعلومات عن خدماتنا وبرامجنا، يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات على صفحات مقالاتنا. اقرأ المزيد.