2024-01-24 11:01:27
الحب والعشرة وجهان لعملة واحدة وسر السعادة الزوجية
فهم مشاعرك:مفتاح السعادة والتحكم بحياتك
الحب والعشرة عنصرين أساسيين لنجاح العلاقة الزوجية فالحب هو أساس العلاقة، والعشرة هي التي تحافظ عليها وتجعلها قوية ومتينة.
العشرة الزوجية التي أرادها الله – تبارك وتعالى، بقوله: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) الآية 19 من سورة النساء، فهذه هي القاعدة الشرعية للعشرة، وهي المعاشرة بالمعروف، والنظر إلى محاسن الزوجين كلاهما للأخر، والتغاضي عن الأخطاء والعيوب، فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
العشرة هي العلاقة التي تربط بين شخصين عاشوا معًا لفترة طويلة من الزمن، ومن ثم تطورت العلاقة بينهما إلى مشاعر ارتباط واحترام وتفاهم متبادل جميع أمور الحياة اليومية، والاهتمام بالطرف الآخر، فقد تتزوًج زواج تقليدي وتكتشف بالعشرة طيب الحياة وينشأ بين الزوجين حب لا ينتهي.
بينما الحب هو شعور عاطفي عميق تجاه شخص ما، يتميز الحب بالتعلق والرغبة في البقاء مع من تحب طوال الحياة ويشمل الحب مجموعة من المشاعر، مثل السعادة والفرح والحزن والغضب والخوف ولكن قد يكون الزواج قائم عن حب ولكن يواجه الزوجان حياة قاسية، فيذهب الحب ويضيع بين الالتزامات والاحتياجات المادية اليومية، ويظهر ما يسمى بالطلاق الصامت.
وعلى الرغم من الاختلاف بين الحب والعشرة في بعض الجوانب ولكن يمكننا القول بأن الحب والعشرة هما وجهان لعملة واحدة، مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطًا وثيقًا، فالحب هو أساس العشرة، فعندما يندسر الحب بين الطرفين، فلن تتمكن العلاقة من الاستمرار.
لذلك إذا علم الزوجين الفرق بين الحب والعشرة، فسوف تستقر حياتهما و سيتجاوز كل منهما أخطاء الآخر، بل ويمكنهما أن يتخطى كافة المشكلات التي قد تواجههما.
جعل الله سبحانه وتعالى الزواج هو الباب الحلال في العلاقة أو الحب بين الجنسين، كما أخبرنا رسول الله : «لم ير للمتحابين مثل النكاح»، وهذا يعني أن في حكم الحب بين الجنسين ، فإذا أحب الشاب فتاة فيجب أن يذهب إلى بيت والدها ويطلب خطبتها، فالحب ليس حرامًا ولكن يجب الالتزام بالشريعة الإسلامية و بالأخلاق التي تتضمن الارتباط الوثيق وهو الزواج.
أما الحب في الإسلام فإن الحب ـ هو الميل إلى الشيء ـ أنواع شتى، منه ما هو مشروع ومنه ما هو مذموم، ومنه الجبلي الفطري، والاختياري المكتسب؟. والحب أنواع منه حب الله ورسوله وحب فطري الوالدين والزوجة والأولاد والأخوات ومنه الحب الاختياري والمكتسب كحب الأصدقاء واختيارهم.
أما الحب بين الفتيان والفتيات: فهو قسمان، الأول: رجل قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى وغض طرفه، حتى إذا وجد سبيلاً إلى الزواج منها تزوجها وإلا فإنه يصرف قلبه عنها، لئلا يشتغل بما لا فائدة من ورائه فيضيع حدود الله وواجباته.
والقسم الثاني العشق: وهو مرض من أمراض القلب مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم عز على الأطباء علاجه وأعيى العليل دواؤه، وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، وأقبح ذلك حب المردان من الذكور، فإنه شذوذ وقبح ، وإذا امتلأ القلب بمحبة الله والشوق إليه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور.
مزيد من التفاصيل حول حكم الحب في الإسلام
وهناك حب العشرة ، فهو الحب الذي يولد من خلال العشرة الطيبة بين الزوجين قيكبر مع الأيام والسنين بالمواقف والأحداث، إنه الحب الحقيقي الذي وثقته المواقف وليست الكلمات المعسولة التي تقال قبل الزواج، وهذا هو الفرق بين الحب والعشرة.
إن الحب الحقيقي حب مرتبط بحياة أسرية، الغرض منه إقامة أسرة إسلامية سعيدة ، ليس حبا مرتبطا بالهوى والميل والعشق والجنس.
ومن الضوابط التي يجب مراعاتها عند الحب قبل الزواج، هي الابتعاد عن الخلوة، الابتعاد عن النظرة الشهوانية، والابتعاد عن المصافحة واللمس، لأنه لا يجوز للرجل أن يصافح المرأة، ولا يجوز للمرأة أن تصافح الرجل كما نص عليها القرآن الكريم في عدة مواضع. لابد أن نهتم لبناء الأسرة المسلمة على رباط متينا قائما على أوامر الله تعالى، لا على رباطات غربية أوهى من بيت العنكبوت.
الحب شيء ضرورى لبناء علاقات زوجية قوية، سواء كان الزواج مبنيا على حب ما قبل الزواج أو حب بعد الزواج، لأن الزواج لا يقوم إلا على التفاهم والود بين الطرفين، وحب العشرة أفضل من حب الرومانسيات والخيال والتوقعات لأن الحب قبل الزواج لا يعطي نتائج واقعية.
ولكن، إذا كنت تعتقد أن الحب الحقيقي هو علاقة قوية وصحية تستند على أساس من الاحترام والتفاهم والثقة، فهذا النوع من الحب قد يحتاج إلى وقت أطول لكي يتطور.
الحب الرومانسي: هو نوع من الحب الذي يتميز بالشغف والعاطفة، ويعتمد هذا النوع من الحب على المشاعر القوية المتبادلة، وهو من أساسيات السعادة الأسرية.
الحب العاطفي: هو نوع من الحب يتميز بالتقارب والتفاهم والمشاركة، ويعتمد على المشاعر العميقة والتواصل الجيد بين الزوجين.
الحب الصديق أو حب العشرة: هو نوع من الحب يتميز بالثقة والاحترام والدعم، ويعتمد على الصداقة والمشاركة في جميع أمور الحياة اليومية.
الحب الروحي: هو نوع من الحب يتميز بالاتحاد الروحي والانسجام، ويعتمد على القيم المشتركة والإيمان بالله.
الفرق بين الحب والعشرة ليس كبيرًا، بل إنهما عنصرين أساسيين لنجاح العلاقة الزوجية أو الاجتماعية فالحب هو أساس العلاقة، والعشرة هي ما يحافظ عليها ويجعلها قوية ومتينة وكما أن العملة لها وجهان، فإن الحب والعشرة يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، ويكمل كل منهما الآخر فبدون الحب، قد تكون العشرة مجرد سلوكيات وتصرفات آلية، لا تعبر عن مشاعر حقيقية، وبدون العشرة، قد يكون الحب مجرد عاطفة جياشة، لا تجد طريقها للتعبير.