2020-03-10 13:37:51
محتويات :
عرّف الأسرة لغةً على عدّة أوجه، فكلمة الأسرة تعني الدرع الحصينة، ومفهوم الأسرة يُطلق على الجماعة التي يربطها أمر مشترك؛ كانتمائها إلى نفس الجدّ، ويُسمّى المسؤول عن الأسرة برب الأسرة، كما يُطلق مفهوم الأسرة التعليمية على العاملين في حقل التعليم، أمّا فريق العمل فيُطلق عليهم أسرة عمل، كما يتمّ تخصيص مفهوم الأسرة المالكة ليدل على عائلة الملك والملكة، أمّا جمع كلمة أسرة فهو: أُسر، وأُسُرات، وأُسْرات.
يوجد صعوبة في تحديد تعريف اصطلاحي دقيق للأسرة، إذ إنّها تجمع بين السمات البيولوجية إضافةً إلى عدّة سمات أخرى ينبغي أن تُؤخذ بعين الاعتبار، ويُمكن تعريف الأسرة على أنّها وحدة اجتماعية بيولوجية تتكوّن بشكل نظامي بعد إقامة زواج مُقرّر بين رجل وامرة وإنجاب الأطفال، ومن الوظائف التي تقوم بها الأسرة إشباع الغرائز العاطفية وتوفير البئية المناسبة لتنشئة الأبناء.
تتميّز الأسرة السعيدة بالمرونة التي تظهر من خلال الأحاديث المُفصّلة عن الأشياء بين أفراد الأسرة، ووضع الخطط البديلة في حال الحاجة إليها، وأخذ الدروس من الظروف الصعبة والحرص على أن يكون أفراد الأسرة متفائلين خلالها، ومواجهة هذه الأزمات بتكاتف وتعاضد من خلال مناقشتها ومحاولة إيجاد الحلول.
يجب توفير بيئة سليمة تُساعد الأفراد على مواجهة صعوبات الحياة، وذلك من خلال ما يأتي:
تهتم الأسرة المرنة بمواجهة التحدّيات أو التكيّف مع الظروف الصعبة التي قد تتعرّض لها بشكل مشترك، إذ ينبغي على الجميع تحمّل المسؤولية، فذلك يُساعد على تقوية الروابط الأسرية، وذلك من خلال تحديد دور كلّ فرد في مواجهة المشاكل والمرونة في تبادل الأدوار فيما بينهم بما يتناسب مع التحدّيات التي تتعرّض لها الأسرة.
تتميّز الأسرة المرنة بقدرتها على التركيز على النقاط الإيجابية في أوقات الأزمات، والحفاظ على التفاؤل والثقة للتغلّب على التحدّيات التي تواجهها.
تُعدّ القيم الروحانية من الأمور الأساسية التي تُركّز عليها الأسرة المرنة، حيث تعتبر الأسرة أنَّ قوّة الأفراد وراحتهم تكون من خلال آداء الصلوات الدينية أو ممارسة تقاليد ثقافية معيّنة.
تتميّز الأسرة المرنة بإنشائها علاقات مع مجموعة من الأشخاص؛ كالأقارب والأصدقاء، أوالمنظّمات التي يُمكن الاعتماد عليهم عند الحاجة وطلب المساعدة المادية أوالمعنوية منهم.
تُركّز الأسرة المرنة على مهارات التواصل والتفاعل بين أفرادها، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم في تحديد المشاكل، وإيجاد الحلول لها بشكل جماعي، ممّا يجعلهم مستعدّين لمواجهة تحدّيات المستقبل، ويُتيح لهم فرصة التعبير عن أفكارهم والانفتاح العاطفي فيما بينهم.
►الصدق بين أفراد الأسرة.
►حسن الإصغاء والاستماع بين أفراد الأسرة.
►التواصل المستمر بين أفراد الأسرة.
►إبداء الاهتمام لكلّ فرد، وإظهار مشاعر المحبة.
►إعطاء النصائح والتوجيهات، والبُعد عن أسلوب الانتقاد.
►تحفيز السلوك الإيجابي.
►منح حرية الرأي والتعبير لكلّ فرد في الأسرة.
►التعاون في حلّ المشاكل والصراعات التي قد تتعرّض لها الأسرة.
يكمن دور التواصل الفعّال داخل الأسرة في إنشاء علاقات أفضل بين أفرادها، لذا يجب إيجاد الأوقات المناسبة للتواصل الأسري، وتبادل الآراء والأفكار فيما يخصّ أمور الأسرة بشكل دائم؛ كالتحدّث أثناء تناول وجبة العشاء أو تخصيص جلسات عائلية في أوقات مناسبة لكافة الأفراد.
من المهم تشجيع الأفراد بعضهم البعض على مشاركة مشاعرهم وطرح أفكارهم بصراحة ووضوح؛ لإنّ ذلك يُساعد على إصلاح العلاقات الأسرية بينهم.
وذلك من خلال الإنصات والتركيز على حديث الفرد المتكلّم سواء كان أحد الأزواج أو الأطفال دون مقاطعته؛ من أجل فهم ما يدور في ذهنه.
فالآباء والأمهات هم المسؤولون عن خلق بيئة أسرية تسمح لأفراد الأسرة بحريّة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بصدق، والذي بدوره يُقوّي الثقة بينهم.
من المهم التنبّه للكلام اللفظي والإشارات غير اللفظية أثناء الحديث "لغة الجسد" على حدّ سواء.
تتميّز الأسرة السعيدة بالتزام أفرادها مع بعضهم البعض، ويظهر ذلك من خلال وجود الثقة والمسؤولية الاجتماعية بين أفراد الأسرة،والتزامهم بالسلوكيات المسموح بها،
►حفظ الوعود والاتفاقات والالتزامات الزوجية، وتخصيص أوقات سنوية مثلاً لتذكّرها وتجديد الاتزام بها.
►الاحتفال بالتقاليد العائلية وتعزيزها من خلال ممارسة نشاط خاص بالأسرة بشكل منتظم وابتكار عادات جديدة؛ كزيارة بيت الجدة أو تناول وجبة مميزة كلّ أسبوع.
►التعرّف على تاريخ الأسرة من خلال جمع الصور الخاصّة بالأجداد وعرضها على أفراد الأسرة، أو طلب رواية تاريخ الأسرة من الأجداد والأشخاص الكبار.
►مشاهدة مقاطع فيديو متخصصة في موضوع الالتزام بالعلاقات الأسرية.
يُمكن توفير بيئة أُسريّة سعيدة من خلال ممارسة الأنشطة بين جميع أفرادها، ومن هذه الأنشطة ما يأتي:
►اللعب معاً.
►تناول وجبة العشاء وتبادل أطراف الحديث.
►التخطيط للخروج في نزهة.
►الاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة.
►التخطيط لقضاء العطلة بما يتناسب مع ظروف كلّ أفراد الأسرة، وقضاء أوقات كافية بعيداً عن الأجهزة التكنولوجية، وممارسة الأنشطة الجماعيّة؛ كالمشي أو ممارسة الرياضة.
►تعزيز الروابط العاطفيّة بين الآباء والأبناء.
►تحسين التواصل بين أفراد الأسرة.
►التقليل من المشاكل السلوكية.
►زيادة قدرة الأطفال في رفع تحصيلهم الأكاديمي.
تتميّز الأسرة السعيدة بقدرة أفرادها على التعبير عن مشاعرهم اتجاه بعضهم البعض، ويكون ذلك من خلال القيام بعدّة أمور منها ما يأتي:
►مصارحة أفراد الأسرة بما يكنّونه من مشاعر اتجاه بعضهم البعض.
►إظهار المحبة والمودة فيما بينهم. تقديم الرعاية والمساعدة.
►فعل الأشياء المفيدة للأسرة.
►الاهتمام بالكلمات اللطيفة، وتقدير كلّ فرد من أفراد الأسرة.
يختلف أفراد الأسرة فيما بينهم من حيث الاحتياجات الشخصيّة وبعض المعتقدات، ومن الطرق التي تُساعد على تقبّل الاختلافات الفردية ما يأتي:
►احترام وجهات النظر المختلفة.
►إتاحة الفرصة لكلّ فرد في الأسرة في التعبير عن رأيه.
►مسامحة الأفراد بعضهم البعض.
►تحمّل كلّ فرد مسؤوليته الخاصة.
تحرص الأسرة السعيدة على تطبيق مبدأ المساواة بين أبنائها لما له من أثرٍ إيجابي عليهم، إذ إنّ ذلك يُعزّز ثقة الطفل بنفسه وشعوره بأنّه طفل محبوب، وينبغي على الآباء عدم التفريق في المعاملة بين الأبناء خصوصاً عند امتلاك أحدهم قدرات أفضل من الآخر، كما أنّه من المهم الابتعاد عن أسلوب تعميم العقاب على جميع الأبناء من أجل ضبط سلوك أحدهم؛ لما له من أثرٍ سلبيّ على سلوك الأبناء وجعلهم يتصرّفون بشكل سيّئ.
يجب على الآباء التحدّث مع أطفالهم وتشجيعهم على إبداء آرائهم واقتراحاتهم والأخذ بها.
وفقاً للدكتورة باربارا فيسي أستاذة علم النفس في جامعة سيراكيوز فإنّ كلّ أسرة تحتاج إلى وجود عادات وأنشطة خاصة بها يستمتع أفرادها بالقيام بها، وقد تتفرّد كلّ أسرة عن غيرها بطقوسها الخاصة، مثل: تناول البيتزا في يوم العطلة مثلاً، ومن المهم أن تكون هذه الأنشطة مرنةً بحيث يُمكن إيجاد البديل عنها، فمثلاً في حال إغلاق مطعم البيتزا ذات يوم يُمكن إيجاد مطعم آخر أو الاستمتاع بنشاط ترفيهي آخر.
من المهم مشاركة الأحداث اليومية التي تحصل مع كلّ من الآباء والأطفال مع بعضهم البعض؛ لتفادي الشعور بالملل الذي يضرّ بالعلاقة بين الآباء والأطفال، فمثلاً بعد عودة الأطفال إلى المنزل يستطيع الآباء أن يسألوهم عمّا حدث معهم في المدرسة، كما يُمكن للآباء مشاركة ما مرّوا به أحداث يومية مع أطفالهم.
وفقاً لرابي بوتيتش مستشار العلاقات الأسرية من المهم تجنّب الآباء المشاحنات أمام أطفالهم، وفي حال تمّ إجراء نقاش حادّ أمام أطفالهم ينبغي إنهاؤه بسرعة لما له من أثر سلبي على نفوسهم، كما أنّ عليهم الاعتذار لأطفالهم.
يُعتبر العمل المتواصل من الأمور التي تؤثّر سلباً على الحياة الأسريّة، لذا لا بدَّ من الفصل بين العمل والحياة الأسريّة، فلا يسمح الأبوين لضغوطات العمل أن تمنعهم من تواجدهم مع أطفالهم.
من المهم صياغة مجموعة من القواعد داخل الأسرة والالتزام بها واحترامها، إذ إنَّ ذلك يُقلّل من حدوث المشاكل بين أفرادها.
يُعدّ اجتماع أفراد الأسرة على مائدة الطعام وتبادل أطراف الحديث أمراً مهمّاً في ترابط الأسرة، فإعداد وجبة طعام رئيسية تجمع بين أفراد الأسرة تُعدّ وقتاً مهمّاً للتواصل.
يجب الاهتمام بتماسك الأسرة من خلال وقوف أفراد العائلة بجانب بعضهم البعض، وتقديم الدعم النفسي في الأفراح والأحزان، بحيث يشعر كلّ فرد أنّه مدعوم ومحبوب، وبإمكانه الحصول على المساعدة عندما يحتاج لها.
عادةً ما يهتم الآباء والأمهات برعاية أفراد العائلة دون الانتباه لأنفسهم واحتياجاتهم الخاصّة، لكن من المهم بالنسبة للوالدين الاعتناء بالمشاعر والاحتياجات الشخصية الخاصة بهما من خلال تخصيص أوقات للراحة؛ لاستعادة نشاطهما وقدرتهما على مواصلة أعمالهما بشكل أفضل.
على الآباء والأمهات رواية تاريخ أجدادهم للأطفال، إذ إنّ ذلك يُشعرهم بالاهتمام تجاه جميع أفراد الأسرة، إضافةً إلى تعزيز الصورة الذاتية الإيجابية لدى الأطفال.
وذلك بتخصيص وقت لممارسة الأنشطة الجماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، ويكون الهدف منها إتاحة الفرصة لأفراد الأسرة للاستمتاع بقضاء الأوقات معاً، فعلى سبيل المثال يُمكن مشاهدة الأفلام المُضحكة، أو لعب كرة السلة كفريقين، أو تبادل القصص مع الأبناء قبل النوم، كما تُعدّ تحضير المفاجآت السارّة لأفراد الأسرة ذات أهمية كبيرة من الناحية النفسية، إذ إنّها تُشعر أفراد الأسرة بإنّهم محبوبون؛ كالذهاب في نزهة غير متوقعة للأطفال، أو مفاجأة أحد أفراد الأسرة بتحضير كوبين من الشاي أو القهوة للوالدين.
يُعدّ السفر وقضاء الأوقات الأسرية في مكان آخر غير المنزل من أفضل الأوقات التي تُسعد الأفراد لإنّها تجمعهم معاً، فالتخطيط للذهاب إلى وجهة مُعيّنة وزيارة مناطق جديدة يُشعر أفراد الأسرة بالمتعة والسعادة.