2022-10-26 22:13:47
المحتوى :
يعرف الانتحار على أنه قتل الشخص نفسه عمدًا بأحد وسائل سلب الحياة مثل استخدام آلات حادة أو الغرق أو الحرق أو تناول مواد سامة وغيرها.
ولقد لعبت وسائل الإعلام الحالية ووسائل التواصل الاجتماعي دور غير مباشر في انتشار مثل هذه الظاهرة وازدياد معدلات الانتحار اليوم عن أي وقت آخر، من خلال إبراز الجانب العاطفي تجاه حالات الانتحار التي تحدث كل يوم.
أو من خلال تصوير الطريقة التي استخدمها المنتحرين في قتل أنفسهم، مما يدفع الشخص المكتئب بالتفكير في هذه الفكرة وتنفيذها بسهولة.
العوامل المرتبطة بالانتحار متعددة ومتنوعة، وتشمل:
لم تنتهي دائرة الإدمان على الاستسلام والشعور بالضياع فقط، بل إن إدمان أحد المواد المخدرة تدفع الشخص في التفكير بالانتحار وتغذي الميول الإنتحارية لإنهاء تلك الحياة التي تكدست بالاستسلام والخذلان وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب الحاد في نهاية الأمر، ولقد أكدت منظمة الصحة العالمية سابقًا أن 50% من نسبة المنتحرين كانوا يعانون الاكتئاب قبل إقدامهم على الانتحار.
فكيف تستطيع شيرين عبد الوهاب العودة لحياتها الطبيعية والسيطرة على كل هذه التحديات التي تواجهها؟
تؤكد الأستاذة جيهان حسين أن تحديد الأسباب التي تدفع المراهقين والشباب أو أي شخص إلى الانتحار، ومعرفة سبب نشأة تلك الميول انتحارية، من شأنها أن تساعد في إنقاذ حياتهم.
ومساعدتهم من خلال تقديم الدعم الأسري والاجتماعي والنفسي الذي يشجعهم في إعادة التفكير والرجوع عن تنفيذ فكرة الانتحار قبل الإقدام على هذه الخطوة.
كما أكدت الأستاذة جيهان حسين، أنه لا يوجد سبب محدد للإقدام على تلك الخطوة وإنما فكرة الانتحار هي وليدة مجموعة من الأسباب التي تزيد من خطر معدلات الانتحار، و تتنوع تلك الأسباب بين المرضية والشخصية والاجتماعية، كالتالي:
تتمثل حالات الانتحار بسبب الاكتئاب أهم أحد الأسباب المرضية وراء الإقدام على الانتحار وخاصة بسبب وجود بعض الأزمات الحياتية أو التعرض لمرض أو حادث أو فقدان شخص عزيز.
الإصابة بالاكتئاب والوساوس القهرية والهلاوس السمعية والبصرية واضطراب ثنائي القطب والشيزوفرنيا واضطرابات القلق العام جميعها تدفع المريض إلى أن ييأس من الحياة.
كما تدفع تلك الاضطرابات النفسية إلى التخلص من هذه المعاناة عن طريق الانتحار ظنًا منه أنه الحل الأمثل لإنهاء تلك المعاناة النفسية التي تؤثر على علاقته بأسرته وأصدقائه والمجتمع بأكمله.
هناك من يقول أفكر بالانتحار بسبب عائلتي وقد وجد أن 50% من الأشخاص الذين لديهم ميول انتحارية يلمحون للمقربين لهم أنهم يفكرون في إنهاء حياتهم ويهددون بذلك، ولكن الأهل لا يعيرون تلك التهديدات اهتمامًا.
ثم أن التعرض للضغوطات الاجتماعية من الأهل والأقارب وإساءة المعاملة في الطفولة، وعدم تواصل بعض الآباء والأمهات بشكل صحيح مع أبنائهم والاهتمام بحل مشكلاتهم وتقديم يد العون جميعها تدفع الشباب والمراهقين لليأس ومحاولة إنهاء حياتهم.
يعتقد الآباء أن السير في دائرة جمع الأموال لسد متطلبات الحياة المستمرة وتوفير احتياجات أبنائهم المادية هي كل مسؤولياتهم تجاههم ولكن الدعم المعنوي من خلال التوجيه الصحيح لحل مشكلات الضغوطات من حولهم هو الدور الأهم والأقوى في حياة أبنائهم.
من الأسباب الاجتماعية والثقافية الرئيسية للانتحار هو الشعور بالانعزال أو عدم التمكن من علاج إدمان المخدرات، أو عدم تقبل الآخرين لهم.
ولذلك، يمكن أن تنتج مشاعر العزلة عن الميول الجنسية والمعتقدات الدينية والهوية الجنسية أو تعرض الشخص للتحرش الجسدي أو التنمر كأحد الأسباب الاجتماعية التي تدفع الأشخاص للانتحار، وعدم قدرة الشخص على طلب المساعدة، لذلك قد يتجه للعزلة والاكتئاب حتى يصل إلى مرحلة قتل نفسه.
تعد النساء هم الأكثر عرضة للميول إلى الانتحار بثلاث أضعاف الرجال، وذلك بسبب طبيعة المرأة العاطفية والنفسية التي تختلف عن الرجل بشكل ملحوظ.
ظهور أعراض الميول الانتحارية لأحد الأشخاص في دائرة عائلتك أو أصدقائك أو المقربين لك، فيجب عليك سرعة انقاذه بالتدخل قبل فوات الأوان ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
لا يمكنك منع الشخص المكتئب من الانتحار ولكن يمكنك انقاذ الشخص الذي يعاني الاكتئاب من الإقدام على هذه الفكرة من الأساس عن طريق التحدث معه وتحديد أسباب إقدام الشخص على هذه الخطوة.
وتسرد لنا الأستاذة جيهان حسين أهم بعض العلامات السلوكية التي توضح ميول الشخص للانتحار مثل:
لكل شخص في الدائرة حول الشخص الذي يعاني من الأفكار الانتحارية، ولذلك تقدم لنا الاستاذة جيهان حسين أهم النصائح التي يجب اتباعها مع الشخص الذي تظهر عليه أعراض الانتحار:
تقول إحداهن طفلي يهدد بالانتحار أو زوجتي تشعر بالاكتئاب وتفكر بالانتحار، طالب ثانوية عامة فقد طموحة بعد الحصول على درجات منخفضة، فما هي أسرع الخطوات التي يجب اتباعها لإنقاذ الموقف، وإقناع المريض التراجع عن تلك الفكرة؟
أولًا، يجب على المقربين لهؤلاء الأشخاص منحهم الدعم النفسي عن طريق تحفيز التفكير الإيجابي؛ لإيجاد حلول صحيحة و سوية لحل مشكلاتهم بعيدًا عن فكرة الانتحار، لأن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يبحثون عن فرصة للتحدث عن ما بداخلهم من مشاعر سلبية.
ثانيًا، يجب أن نعترف أن هذا الشخص مريض يحتاج لتقديم يد العون له فلا يجب أن تهاجمه أو أن تقول له أنت شخص ضعيف أو أنك غير مؤمن، ولكن يجب ألا تتركه بمفرده مع إعطاء الشخص الأمل في أن هذه الأفكار هي مجموعة أفكار مؤقتة وستزول مع مرور الوقت.
ثالثًا، يجب إقناع المريض بالذهاب لأحد الأطباء النفسيين و الاستشاريين النفسيين لتلقي العلاج الدوائي وتلقي جلسات العلاج السلوكي المناسب من أجل تخطي تلك المرحلة.
رابعًا، يجب ألا نغفل دور الأسرة والشعور بالاستقرار العائلي، الذي يشعر المريض أنه يوجد من يهتم به ويشعر بمعاناته.
خامسًا، يجب على الآباء والأمهات تنمية الوازع الديني لدى أبنائهم، وتحذيرهم من عاقبة الانتحار حتى يصبحون محصنين من الإقبال على تلك الفكرة.
سادسًا، توجيه الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو أحد الاضطرابات النفسية إلى ضرورة الانخراط في العمل وتحقيق أهدافهم وتحفيزهم على الشعور بالمسئولية، لأن الشعور بالفراغ يفاقم الأزمة النفسية.
لم يعد وجود استشاري نفسي وأسري في المدارس والجامعات والمؤسسات والمستشفيات ودور الرعاية شيء ترفيهي، ولكن أصبح من الضروري انتشار تواجد الاستشاريين النفسيين لتقديم النصح والدعم النفسي، لإيجاد أفضل الحلول اللازمة لجميع مشكلات التي يواجهها أي شخص يواجه تلك الميول الانتحارية.
وجود أفكار وميول انتحارية تحتاج إلى خطوات علاجية، مثل:
وهناك بعض النصائح التي تقدمها لنا الأستاذة جيهان حسين للحد من انتشار تلك الظاهرة السلبية الخطيرة، ومنها:
وفي النهاية توجه الاستاذة جيهان حسين خطابها إلى كل شخص لديه ميول انتحارية وأفكار سلبية تدفعه للانتحار، قائلة: حياتك تستحق أن تعيشها، الله أرحم بنا وليست كل مشكلة تواجهها هي نهاية الحياة، ولكن يجب أن تقاوم وتستمر ولا تستسلم لتلك المشاعر السلبية، وكما قال تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا ".
تجنب الوحدة ولا تواجه تلك الأفكار الانتحارية بمفردك، بل يجب عليك طلب المساعدة من الأشخاص المقربين والمختصين، ليسهل عليك تخطي تلك التحديات دون حدوث خسائر وعواقب وخيمة.
تناول الأدوية حسب تعليمات الطبيب المعالج بانتظام، لأنها تحد من تلك المشاعر السلبية وتوفر لك الفرصة للتفكير بطريقة صحيحة دون الشعور بضغط القلق أو الحزن والخوف.
لا تتردد في زيارة استشاري نفسي متخصص وعليك أن تجعل من الطبيب النفسي صديقك المقرب الذي تتحدث إليه لحظة هجوم تلك الأفكار، مع التمسك بخطة العلاج؛ لكي تتخطى تلك المرحلة بنجاح.
وفي النهاية يجب أن تعلم أن جميع تلك المشاعر ما هي إلا شعور مؤقت، لأن العلاج موجود و المختصين والأطباء النفسيين يقدمون دائمًا يد المساعدة والدعم، فيجب عليك عدم التصرف باندفاع هناك من يهتم لشأنك فهناك العديد من الأسباب المهمة لوجود الحياة.