2023-01-14 14:34:02
الرد على المشكلة: اعلمي أن الشعور بالذنب من أصعب المشاعر على الإطلاق التي قد تسبب لك مشاكل نفسية ، ولعل رسالتك عزيزتي قد تكون مدخلًا هامًا للتحدث عن مشاعر محاسبة النفس وجلد الذات؛ لأن هذا الشعور هو أحد الأسلحة الفتاكة التي يمكن أن تدمر حياتك، وتسبب لك اضطرابات نفسية أخرى واكتئاب قد يصل حتى الانتحار.
في البداية يجب أن نعرف أن الشعور بالذنب تجاه تصرف معين ينقسم إلى نوعين، وهما نوع صحي ونوع آخر مرضي ويختلف كلا النوعين على حسب طريقة تعاملك مع هذا الشعور.
ومن هنا يمكننا تحديد متى يتحول الشعور بالذنب إلى اضطراب نفسي؟ هل أخطأت واكتشفت الخطأ وتعلمت منه أو أنك أخطأت و أقمت لنفسك محاكمة غير عادلة تقوم بجلد وتعذيب نفسك، وللأسف الإسراف في الشعور بالذنب قد يتحول إلى وسواس مرضي مزعج بحاجة إلى مساعدة نفسية وهو ما لاحظته في رسالتك، كونك تقولين أنك تودين الانتحار.
لا شك أن إخبار أخيك بخبر وفاة أحد جيرانك فجأ لحظة استيقاظه هو تصرف خطأ من حيث اختيار الوقت المناسب فقط، لكن لابد من إعلان الخبر، ولكن الأمر ليس بالخطورة التي تشعري بها لأن كثيرًا منا يستيقظ على خبر وفاة أعز الناس، وكثيرا ما يخبرنا البعض بالخبر وهو منهار مما يدفعنا لاستقبال الخبر بصدمة، فأخبار الوفيات اسرع انتشارا من غيرها، وهذا لأهمية الدعاء للميت بالثبات قبل دفنه، كل ما كان يجب عليك فعله في تلك اللحظة إن أمكن هو استيقاظه بهدوء ، وتبليغ الخبر بشيء من السكينة حتى لا يفزع ، ومع ذلك كثيرا قدر الله وما شاء فعل، فما حدث منك يحدث كثيرا، سامحي نفسك وتعلمي من الموقف وكما قال رسول الله محمد ﷺ " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " فلا يوجد أحد مهما كان إيمانه إلا ويحدث له بعض الأخطاء في حياته، وهذا عن الذنوب والمعاصي فكيف بموقف كهذا، ليس ذنب ولا معصية هو فقط كما بلغتك سوء اختيار الوقت المناسب، فيمكنك مع أخيك وإخباره بما يدور بداخلك من أفكار وشعور بالذنب اتجاهه، ولكن أن يصل الحال بك إلى تعظيم الأمر لدرجة رغبتك في الانتحار، فهذا يعتبر اضطراب نفسي يلزم اللجوء إلى متخصص.
كما يجب ألا تضعي مسؤولية عدم توفيق أخيك بالامتحان على عاتقك وحدك، فلا تنسى أن الحزن قد يختلف من شخص إلى آخر ويؤثر بطرق مختلفة على البشر، فمن الممكن أنه كان يتلقى أخيك خبر الوفاة ولا يتأثر بمثل هذه الحالة النفسية الشديدة، وربما قلق الامتحانات لديه جعل نفسيته بيئة خصبة لحدوث ذلك التأثير السلبي.
ومن هنا يمكننا الإجابة على سؤالنا، وهو متى يتحول الشعور بالذنب إلى اضطراب نفسي؟ وأنا أرى أنه على الأرجح أنك موهومة بفكرة أنك المتسببة في عدم توفيق أخيك بالامتحان نتيجة إبلاغك له بخبر الوفاة مما جعل ذلك الشعور يتحول للطابع الوسواسي.
وللتغلب على ذلك الشعور لا تترددي في زيارة معالج نفسي واستشاري أسري، لكي يساعدك بمناقشة أفكارك الخاطئة وتصحيحها بطرق علمية واضحة، لكي تتخطى تلك المرحلة بنجاح ويتم التخلص من هذا الشعور السلبي عند تقديم الدعم النفسي لك، ويكتشف متى يتحول الشعور بالذنب إلى اضطراب نفسي؟
أما بالنسبة لحالة أخيك فيمكنك تقديم الدعم النفسي من خلال الاستعانة بأحد أقاربك أو شخص مقرب له للحديث معه حول فكرة الموت وأنها من سنن الله في خلقه فكل نفس ذائقة الموت، و إذا لم يستجب للحديث فليتوجه إلى استشاري اسري لدعمه نفسيًا لكي يتخطى تلك المرحلة هو الأخر.
وسوف أعرض لك عزيزتي بعض الإرشادات والنصائح النفسية التي تساعدك على التخلص من تلك المشاعر القاتلة التي قد تؤثر على صحتك النفسية وحياتك العملية بشكل واضح، مثل:
ممارسة الرياضة أيضًا تحسن من الحالة المزاجية، وتقلل من حدة المشاعر السلبية.
تابعي المقالة:
متى يتحول الشعور بالذنب إلى اضطراب نفسي