2018-12-31 11:44:43
متى يبدأ سن المراهقة؟
سؤال يتبادر في ذهن كثير من الأمهات نظرا لاختلافه بين الذكور والإناث ، وايضا يختلف فيما بينهم من حيث عدة عوامل مؤثرة في تحديد سن المراهقة .
المحتويات:
العمر الفاصل بين الطفولة والرشد[1]، وذلك في الفترة العمرية المُمتدة من سن 13 إلى 25 وقد تختلف في بدايتها ونهايتها من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر وعلى حسب الجنس فالانثى تبلغ قبل الذكر وتنضج قبله، وذلك حسب البيئة والظروف المحيطة بالشخص. فقد تبدأ مرحلة المراهقة من سن 13 وقد تنتهي في سن 19، ولربما تبدأ اساسا من سن 15 وتنتهي في سن 25 تقريبا، كحد أقصى.
لكن هناك مجتمعات قد تعتبر الاشخاص من هم اقل من سن 18 أطفالا بينما الأشخاص الأكبر هم المراهقون الشباب فعليا وهناك مجتمعات تؤمن بأن الأشخاص في سن العشرات والعشرين هم مراهقين باختلاف بداية المرحلة ونهايتها، لأن البعض لا يؤمن بمصطلح المراهقة فيعد مرحلة الشباب بجميع أنواعهم مراهقين مالم يبلغوا سن الرشد وهو الأربعين كما ذكر أيضا في القرآن، ولكن قسم العلماء سن المراهقة لثلاثة أقسام هي المراهقة المبكرة، المراهقة المتوسطة، والمراهقة المتأخرة.. [2]، وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان، وتكون بمثابة الاختبار الأول له في حياته الممتدة، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تتأثر كثيرًا بمراهقة أفرادها.
المراهقة مرحلة هامّة في حياة الفرد، تتبلور فيها معالم الشخصيّة الكاملة التي تستمرّ معه طوال عمره، فهي مرحلة تتّسم بالنموّ السريع والتجدّد المُستمرّ في جميع المظاهر النمائيّة، فهي بداية تَرقى بالفرد إلى مرحلة النضج واكتمال نموّ أطواره، وتتوسّط بين مرحلتين؛ الطفولة السلسة الأليفة وبين مرحلة النضج واكتمال النمو، فيبدأ الذكر بالإنتقال من مرحلة الطفولة إلى الرجولة، وكذلك الفتاة فهي تسير إلى مرحلة اكتمال أنوثتها، ومنها إلى مرحلة الشباب والنضج.
المراهقة مصدر من فعل راهَق يُراهق فهو مراهق، أي أن الطفل في مراحله العمريّة التي تقترب من الرشد، يتخلّلها الكثير من السّمات النمائيّة التي يُعتبر البلوغ هو من أبرز سماتها، فيظهر البلوغ عند الذكر والأنثى؛ فتكون عند الذكر بالاحتلام، وعند الأنثى بالحيض.[١]
تُقسم أطوار نموّ الإنسان إلى عدّة مراحل نمائيّة، لكل مرحلة منها خصائصها الفسيلوجيّة والاجتماعيّة والنفسيّة، ممّا يُميّز كل مرحلة عن الأخرى، لكنها مُتداخلة مُترابطة فيما بينها تُبنى كلّ منها على أساس سابقتها، إلا أن مرحلة المراهقة بشكل خاصّ تتميّز بالتسارع الواضح النموّ بكافّة مظاهره، أما السن الذي تبدأ به هذه المرحلة فهيو سن الثاني عشر وحتى الواحد والعشرين، وعادةً ما تسبق الإناث الذكور بسنة، إلا أنّ هذه الأعمار تختلف من مُجتمع لآخر، ومن فرد لآخر، بالإضافة إلى الدور الهام للفروقات الفردية. قُسِّمت مرحلة المراهقة إلى مراحل زمنيّة لتسهيل عمليّة دراسة خصائصها، وكان التقسيم على النحو الآتي:
يُقابل هذا السن المرحلة الإعدادية، وتتميّز بالنموّ المُتسارع في جميع مجالات النموّ الجسميّة والغنفعاليّة والجنسيّة؛ فتبدأ عملية البلوغ ومُؤشّراتها العضويّة وظهور الصفات الجنسيّة، واستمرار تتابع هذه التطوّرات يُعرِّض المراهق إلى الكثير من الضغوط النفسيّة؛ فيُعاني من اضطراب المهارات التكيفيّة مع نفسه وأسرته ومُجتمعه، فيميل إلى الانطواء والعزلة، ويُصبح شديد الحساسيّة تجاه أيّة مُلاحظة تُوجَّه إليه وخصوصاً تجاه مظهره، بالإضافة إلى حالات من عدم التوازن والانفعالات الحادّة والمُبالَغ فيها.[٢]
تُقابل هذه الفترة المرحلة الثانوية، بعد مرور المراهق في المرحلة السابقة بالكثير من الاضطرابات وسرعة النموّ الداخليّة، يُصبح المراهق في هذه الفترة أكثر هدوءاً وتكيُّفاً مع استمرار النمو لكن بسرعة أقل، بالإضافة إلى اتّضاح رؤيته لميوله واتّجاهاته، مع ظهور مشاعر التمرّد تجاه السلطة العليا في المنزل أو المدرسة أو تجاه كل من يمسّ استقلاليّته، فهو يسعى إلى الاستقلال بذاته والحفاظ عليها من خلال الشعور بالمسؤوليّة المُجتمعيّة، والميل إلى تقديم المساعدة للآخرين، وأنّه صاحب دور مُهمّ في محيطه.[٣]
يُقابل هذه الفترة المرحلة الجامعيّة، حيث يصل المراهق في هذه المرحلة إلى اكتمال النضج الجنسيّ والجسميّ، إلا أن نموّه العقلي يستمرّ في حتى نهاية هذه المرحلة، بالإضافة إلى ارتفاع مُعدّل لياقته، ويُحاول المراهق ضبط انفعالاته واستجاباته، والسعي إلى تكامل جوانب شخصيّته، والشعور بالاستقلاليّة، وتحمُّل المسؤوليات، وتتكوّن لديه مهارة القدرة على اتّخاذ القرار بشكل مُستقلّ، وتحديد أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، كما يزيد اهتمامه بتحقيق التّوافق الاجتماعيّ والذاتيّ، وتتبلور في هذه المرحلة القيم الاجتماعيّة والدينيّة.[٤]
يجب على المُربّين والأهل سلوك نهج سليم وهادئ ومُتّزن في التعامل مع المراهق ومع العقبات والمشاكل التي ستمرّ عليه، ومن أهمّ ما يجب التنبه إليه ما يأتي:[٥]
يجب مُساعدة المراهق في اهتمامة بمظهره وعدم السخرية منه، وترك مساحة كافية له في ظهوره بالمظهر الذي يريده وترك الخيار له.
التركيز على إيجابيّات المُراهق وإنجازاته، والثناء عليه
إحاطة المراهق بجوّ من العاطفة والدفء، والتعبير المُباشر عن الحب، ومحبّة أصدقائه واحترامهم.
الابتعاد عن توجيه النصائح بشكل مُطوَّل ومباشر، فمن الأفضل أن يكون التوجيه مُختصراً يصل إلى هدف مُعيّن. مشاركته اهتماماته والتحدث معه عنها، وفتح آفاق ذاته تجاه ما يُحب، فشعوره بأن الأب يُعامله كصديق له وليس في مركز سلطة يجعل للأب مكاناً مسموعاً في نفس المراهق.
مثصارحة المراهق وبناء الحديث الفعّال، فعند حديث الأب مثلاً عن همومه بطريقة حكيمة ومُناسبة ليكسب ثقة الابن سيبادله ابنه الشعور والمشاركة والتعبير عن مشاكله.
عدم إلقاء التوجيهات والملاحظات أمام الآخرين، أو انتقاص قدراته في مهارة ما، أو ذكر أخطائه.
استعمال أسلوب الحوار والنّقاش الدافئ لتصحيح الأخطاء، حتى في المواقف الحازمة، والابتعاد عن فرض الأوامر؛ فذلك سيفتح للمراهق باباً لاستعمال عناده وتمرّده.
عدم التطفّل على حياته الشخصية، واحترام خصوصياّته، والاكتفاء بالمُراقبة عن بعد.
تحفيزه لرفع ثقته بنفسه من خلال توكيله ببعض المَاهم التي يقوم بها الراشدون وتحميله مسؤوليتها، وعدم تصحيح الأخطاء الناتجة إن وُجدت بشكل مباشر.
تقبُّل آراء المراهق وفتح المجال أمامه للتحدّث عمّا في داخله، بالإضافة إلى تقدير هذه الآراء وإظهار مدى أهميّتها.
مُشاركته طموحه وأهدافه ومساعدته على تحقيقها والسير إليها، وإعانته على التخطيط لما يصبو إليه.
توفير التغذية السليمة والجيّدة للمراهق؛ فهو في مرحلة نموّ سريع يحتاج فيها للغذاء الصحي والمناسب، بالإضافة إلى تهيئة الراحة له في حال إحساسه بالتعب.
دمج المراهق في الفعاليّات الاجتماعيّة التي تستدعي اهتمامه، بالإضافة إلى الأنشطة البدنية، كلعب الكرة والسباحة وغيرها من الرياضات؛ لتفريغ طاقته الداخليّة.
المراجع :