ابني ينتقد الدين كيف أتعامل مع أفكاره؟ "نص الرسالة التي وصلتني على صارحني"
رسالة وصلتني على #صارحني:
"عاوزة أعالج ابني (30 سنة) من أفكار هدامة للدين الإسلامي، هو لا ينكر وجود الله، لكن ينتقد حاجات كثيرة."
الرد على رسالة: ابني ينتقد الدين كيف أتعامل مع أفكاره؟ :
شكرًا لمشاركتك هذه الرسالة الحساسة والمهمة، والرد عليها يحتاج إلى مزيج من التفهم، الحكمة، والاحتواء من خلالك
أشعر بقلقك على ابنك وأفكاره، وأقدر حرصك على هدايته وحمايته من الأفكار الهدّامة. هذا الموقف يحتاج إلى تعامل حكيم وصبر، خاصةً أن ابنك لا ينكر وجود الله لكن لديه انتقادات تجاه بعض الأمور في الإسلام. أقدم لك بعض النصائح اللي ممكن تساعدك في التعامل مع هذا الموقف إن شاء الله
أول شيء أحب أقولك إن شعورك بالقلق على ابنك وخوفك عليه طبيعي، لكن في نفس الوقت، لازم نفرّق بين "الأفكار الهدامة" وبين "الأسئلة والانتقادات الناتجة عن حيرة أو تجربة شخصية أو حتى بحث صادق عن الحقيقة".
ابنك لا ينكر وجود الله، وده مؤشر مهم. لكنه ينتقد بعض الأمور في الدين وده مؤكد لعدم علمه الشرعي لكل أمور دينه، وعادة يحدث ذلك نتيجة صدمات نفسية، أو مواقف معينة، أو حتى محتوى شافه على الإنترنت خلّى عنده تشويش. بالطبع مع عدم تعلمه لامور الدين الصحيحة لابد انه يضطرب بعض الششء
نصيحتي لك: ابني ينتقد الدين كيف أتعامل مع أفكاره؟
1. افهمي مصدر أفكاره
حاولي أن تتعرفي على الأسباب التي جعلته يتبنّى هذه الأفكار. هل تأثّر ببعض الشخصيات أو المنصات الإعلامية؟ هل مرّ بتجارب شخصية جعلته يشعر بهذا النفور؟
الاستماع إليه بإنصات دون انفعال سيساعدك على فهم ما يدور في ذهنه، وسيشعره بأنكِ تهتمين به لا بأنكِ تهاجمينه.
ابدأ بالحوار، مش بالمواجهة.
اسمعي منه بهدوء، وبدون خوف أو لوم. قولي له مثلاً:
"أنا عاوزة أفهم وجهة نظرك، واحترم بحثك، بس نفسي أفهم إيه اللي مضايقك فعلاً؟"
2. تقديم إجابات منطقية وعلمية
كثير من الشبهات حول الإسلام تنشأ من سوء فهم أو معلومات مغلوطة. يمكنكِ أن تقدمي له كتبًا أو محاضرات لعلماء موثوقين يتناولون هذه الانتقادات بالردود العلمية والعقلانية، مثل:
د. ذاكر نايك (للإجابة على الشبهات العقدية والمقارنة بين الأديان).
د. محمد نوح القضاة (للرد على الشبهات الفكرية).
د. عبد الله رشدي (لمناقشة الأفكار الإلحادية واللا دينية).
هناك قنوات يوتيوب مثل "أدلة الإسلام" و"باحثون" تُقدّم محتوى علميًّا يناسب الشباب.
استوعبي إنه بيمر بمرحلة فكرية.
ودي مرحلة تحتاج احتواء مش رفض، نقاش مش إدانة، توجيه مش تهديد.
3. ربطه ببيئة إيمانية إيجابية
شجّعيه على مصاحبة شباب مؤمنين ومثقفين يُثرون فكره ويقدّمون له القدوة الحسنة. يمكن أن يشارك في حلقات علمية أو ندوات تُناقش القضايا الفكرية بعمق، مثل تلك التي تُقام في المراكز الإسلامية أو المساجد الكبرى.
شجعيه يتكلم مع شخص متخصص.
شيخ واعي، أو معالج نفسي عنده خلفية دينية. مش كل الناس بتعرف توازن بين العلم والدين، والمشكلة مش دايمًا فكرية، أحيانًا بتكون نفسية. خليه يحس إن الدين مش عدو الأسئلة بالعكس، الإسلام شجع على التفكير والتأمل والسؤال، لكن المشكلة أحيانًا في طريقة الفهم أو في من قدم لنا الدين، مش في الدين نفسه.
في النهاية...
4. التعامل بالحكمة واللين
ذكر الله تعالى في القرآن: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125).
تجنبي المواجهة العنيفة أو التوبيخ، فقد تدفعه إلى التمادي في أفكاره. بدلًا من ذلك، استخدمي أسلوب الحوار الهادئ والمحبة. الدين مش فرض بالقوة، لكن دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. والقلوب بيد الله، مش بإيدينا. دوري كأم أو أب هو الزرع، والاحتواء، والدعاء المستمر.
5. الدعاء له بالهداية
لا تستهيني بقوة الدعاء. ادعي له بقلب صادق، كما وصّى النبي ﷺ: "اللهم اهدِ قلبي، واهدِ قلوب أولادي". ذكر الله تعالى في القرآن: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ} (الرعد: 6)، فلا تيأسي من رحمة الله.
6. الصبر والمتابعة
التغيير لا يأتي بين ليلة وضحاها. قد يحتاج الأمر إلى وقت طويل، فتحلّي بالصبر واستمري في دعمه وتوجيهه برفق. إذا شعرتِ أن الموضوع أكبر من قدرتكِ، يمكنكِ الاستعانة بمشايخ أو مختصين في التوجيه الفكري ليتحدثوا معه بطريقة علمية مقنعة.
أسأل الله أن يهدي ابنك ويصلح حاله، وأن يجعله قرة عين لكِ. اطمئني، فما دام في قلبه إيمان بالله، فباب الهداية مفتوح بإذن الله.