المحتوى :
التسامح من الأخلاق الإسلاميّة الجميلة وهو من الصفات الحميدة التي يتصّف بها من كان في قلبه الإيمان الصادق؛ فمقابلة الإساءة بالإحسان ليس سلوك سهل ولا بسيط، وإنما يحتاج إلى أن يمتلك الشخص للكثير من الطِّيبة والحبّ والإيمان في القلب؛ فالإسلام جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، فحثّ على الالتزام بها من أجل بناء مجتمعٍ إسلاميّ قويّ، فالإنسان بطبيعته كثير الخطأ ويحتاج إلى المغفرة والصّفح عن الأخطاء، فالله تعالى الغفور الرحيم ويغفر لمن يُخطىء، فكيف لا يكون الشخص المسلم مُتسامحاً.
التسامح هو التجاوز عن أخطاء الآخرين ومقابلة الإساءة بالإحسان والعفو وحب الخير، ويجب أنْ تتطابق الأقوال والأفعال في التسامح لتحقيق المعنى الحقيقي له؛ فالبعض قد ينطق بالتسامح بأقواله ولكن قلبه يكون ممتلئاً بالحقد والكره للشخص المسيء، وهذا لا ينطبق على مفهوم التسامح لأن التسامح يجب أن يكون خارجاً من القلب قبل القول ويظهر ذلك من الأفعال؛ ففي العادة عندما يتلقّى الشخص الإساءة فإن الانتقام ورد هذه الإساءة بنفس الطريقة هو أوّل ما يتبادر إلى ذهنه لذلك يُعتبر التسامح من الأخلاق التي تحتاج إلى إيمانٍ صادقٍ.
كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتّصف بالتسامح في حياته وتعاملاته مع الآخرين، فمن المواقف التي تدل على تسامحه صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن الأعرابي الذي أراد قتله، فقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليستريح تحت ظل شجرةٍ وقد علّق سيفه عليها فأتى أعرابي وأخذ السيف وقال للنبي صلى الله عليه وسلّم: من يمنعك مني؟؟ فرد النبي : الله، فوقع السيف من يد الأعرابي، فأخذه النبي، وقال للأعرابي : من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ، فقال له النبي: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ فرد الأعرابي: لا ولكني أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك، فتركه صلى الله عليه وسلم، وعندما أتى الأعرابي أصحابه قال: جئتكم من عند خير الناس.