.
بعد أن يحدد الإنسان عوامل ضعفه وقصوره التي تسيطر عليه، يتعين عليه بعدها التدرب على عدم السماح لها بالسيطرة والظهور ومحاولة التخفيف منها شيئًا فشيئًا؛ حتى يتحول الأمر إلى عادة وسلوك دائم. فعندما يتعرض الإنسان إلى موقف يغضبه أو يثير انفعاله بدلًا من سرعة الغضب أو الاستجابة غير المنضبطة وغير الواعية، يتدرب الإنسان على إخفاء ما يشعر به وعدم إظهاره، وبذلك لا يكون الإنسان قد كبت انفعاله بل هو يتدرب على التخلص منه نهائيًا. كما يمكن أيضًا اللجوء إلى طرق ومنافذ جديدة؛ لتصريف الانفعال مثل ممارسة الهوايات المفيدة، وممارسة التمارين الرياضية، والخروج في رحلات، والمشي في الهواء الطلق، وتغيير الإنسان وضعية جلوسه فيتحول إلى الوقوف، أو مغادرة المكان إلى مكان آخر.
ثقة الإنسان بنفسه تعزز لديه القدرة على التحكم في الانفعالات وضبط النفس:
حيث أنه من الطبيعي أن يقابل الإنسان من يتعمّد مضايقته وإثارته بالانفعالات السلبية، فعلى الإنسان أن تكون لديه الثقة بالنفس العالية التي لا تسمح لأحد بأن يزعزع استقرارها أو يخرجها عن سيطرة العقل لتتصرف بدون وعي أو قيد.
ونقدم هنا مجموعة من النصائح والإرشادات من أجل حياة أكثر هدوءاً واستقرارًا وعقلانية:
ينصح بأن تقوم بكتابة كل ما يحدث معك في يومك من أحداث ومواقف، وكيف قمت بالتصرف فيها واستجاباتك نحوها، وتحليل ذلك وتحديد ما الشيء الإيجابي؟ وما الشيء السلبي في هذه الاستجابة؟ للاستفادة من ذلك في المواقف والأيام القادمة من خلال تعزيز الاستجابات الإيجابية، والتخلص من السلبية وضبطها.
تدريب نفسك على القيام بأشياء وأعمال لا تحبها ولا ترغب بها أو غير معتادة عليك مثل تحديد برنامج يومي؛ لقراءة عدد معين من الصفحات، وبرنامج يومي لممارسة الرياضة لفترة محددة، وبرنامج غذائي يتضمن أطعمة غير معتاد على تناولها، وبرنامج محدد للنوم في ساعة معينة، ومشاهدة التلفاز لعدد محدد من الساعات، وغيرها من الأعمال والنشاطات التي تدرب النفس على الانضباط وتهذبها، وتعطي للعقل دوره في التحكم بها بما فيه خير الإنسان وفائدته وصحته النفسية والجسدية.
هناك مجموعة من العبارات التي ينصح بترديدها بشكل دائم؛ لزيادة الثقة بالنفس، ونذكر منها:
♦ أستطيع أن أسيطر على انفعالاتي.
♦ لن أسمح للغضب بأن ينال مني.
♦ سأتمكن من مواجهة الموقف، والتغلب عليه دون أن يثير انفعالي.
♦ أنا أمتلك القوة لأتحكم بانفعالي وأضبط نفسي.
♦ لن أسمح لأي شخص بأن يزعزع ثقتي بنفسي.
وباتباعك هذه التوجيهات والإرشادات تكون قد قطعت شوطًا وبدأت طريقًا للنجاح في حياتك وتطوير ذاتك والتحكم في غضبك.