سؤال يتكرر كثيرًا في أذهان الأمهات حين يلاحظن أن أبناءهن لا يهدأون لحظة، يطرحون أسئلة بلا توقف، أو ينتقلون من نشاط لآخر بسرعة تفوق توقعات العمر. بين الذكاء المرتفع وفرط الحركة (ADHD) خيط رفيع يجعل التمييز بينهما صعبًا، خصوصًا حين يبدو الطفل نشيطًا، فضوليًا، ومبدعًا في الوقت نفسه.
في هذا المقال، سنكشف معًا الفرق الحقيقي بين فرط الحركة والذكاء المرتفع عند الأطفال، وكيف يمكن للأم أن تتعامل بوعي ومرونة مع سلوك طفلها دون أن تُطفئ طاقته أو تهمل احتياجاته النفسية.
كثير من الأمهات يلاحظن أن أطفالهن لا يهدؤون لحظة واحدة، يتحركون كثيرًا، يطرحون أسئلة بلا توقف، ويجدون صعوبة في التركيز على مهمة واحدة. وهنا يبدأ التساؤل: هل طفلي فقط ذكي ومفعم بالطاقة؟ أم أنه يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟ التمييز بين الذكاء المرتفع وفرط النشاط ليس سهلًا، لكنه ضروري لفهم الطفل بطريقة صحيحة ومساعدته على النمو المتوازن.
أولا تعرف على ما هو مرض (ADHD)؟ متلازمة فرط النشاط أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) هو اضطراب عصبي سلوكي يبدأ في مرحلة الطفولة، يتميز بصعوبة في التركيز، فرط في النشاط، واندفاعية في السلوك... تؤثر على قدرة الطفل على التركيز والتحكم في سلوكه وتنظيم طاقته. يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويستمر أحيانًا حتى البلوغ.
صعوبة في الانتباه لفترات طويلة.
حركة مفرطة دون هدف واضح.
الاندفاع والتصرف قبل التفكير.
نسيان المهام أو فقدان الأدوات باستمرار.
الأسباب متعددة وتشمل عوامل وراثية وبيولوجية وبيئية. تشير الدراسات إلى أن العامل الوراثي يلعب دورًا رئيسيًا، إلى جانب تأثير البيئة والتنشئة منها...
عوامل وراثية: غالبًا ما يوجد في تاريخ العائلة حالات مشابهة.
تغيرات في كيمياء الدماغ تؤثر على تنظيم الدوبامين المسؤول عن الانتباه.
البيئة المبكرة: مثل التعرض للسموم أو التدخين أثناء الحمل.
أسلوب التربية غير المنتظم قد يزيد الأعراض لكنه لا يسببها.
نعم، هناك علاج فعّال يجمع بين التدريب السلوكي، الدعم الأسري، والعلاج الدوائي إذا أوصى به الطبيب. الهدف هو مساعدة الطفل على تنظيم انتباهه وسلوكه... يمكن إدارة الحالة بنجاح من خلال خطة علاج متكاملة تشمل:
العلاج السلوكي: لمساعدة الطفل على اكتساب مهارات التنظيم وضبط الذات.
العلاج النفسي التربوي: لتدريب الأهل والمعلمين على التعامل الصحيح.
الأدوية: في بعض الحالات، تُستخدم تحت إشراف طبيب مختص.
دعم الروتين اليومي: مثل النوم الكافي وتحديد وقت للشاشات ومهام قصيرة وواضحة.
.يُفضّل التوجه إلى طبيب نفسي للأطفال أو اختصاصي أعصاب الأطفال لإجراء التقييم الدقيق. باستخدام أدوات قياس معتمدة ومقابلات مع الأهل والمعلمين.. كما يمكن الاستعانة بـ الأخصائيين النفسيين أو المرشدين التربويين لمتابعة الخطة السلوكية في المنزل والمدرسة.
قد يجد الأطفال المصابون صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ عليها بسبب الاندفاع أو قلة الانتباه، لكن التدريب السلوكي والدعم الاجتماعي يساعدانهم على تطوير مهارات التواصل...
الأطفال المصابون بـ ADHD قد يواجهون صعوبات في بناء صداقات مستقرة، لأنهم قد يتصرفون باندفاع أو يقاطعون الآخرين أو لا ينتبهون للتفاصيل الاجتماعية.
من المهم تدريب الطفل على مهارات التواصل والاحترام المتبادل، وتشجيعه على أنشطة جماعية تساعده على الاندماج بطريقة إيجابية.
قد يؤدي الاضطراب إلى صعوبات أكاديمية وسلوكية، لكن مع الدعم المناسب يمكن للطفل تحقيق تقدم كبير في الأداء الدراسي والاجتماعي... في حال لم يُعالج الاضطراب مبكرًا، فقد ينعكس على:
التحصيل الدراسي.
الثقة بالنفس.
العلاقات الاجتماعية.
لكن مع التشخيص المبكر والدعم المستمر يمكن أن يعيش الطفل حياة طبيعية وينجح أكاديميًا واجتماعيًا.
► اقرأ أيضا :
الطفل الذكي قد يكون نشيطًا وفضوليًا، لكنه يستطيع التحكم في نفسه عندما يُطلب منه ذلك، ويستطيع التركيز على شيء يهتم به لفترة طويلة.
أما الطفل الذي يعاني من ADHD، فـ يفقد السيطرة على حركته وانتباهه حتى عندما يريد التركيز، وغالبًا ما يعاني من تشتت واضح في المدرسة والمنزل على حد سواء.
ليس كل طفل كثير الحركة يعاني من اضطراب، لكن من الضروري الوعي والمتابعة المبكرة بدلًا من الانتظار.
الذكاء لا يُلغي وجود ADHD، كما أن الاضطراب لا يعني الفشل.
الفهم والاحتواء هما مفتاح التعامل السليم مع طفلك.
★★★ قنوات الأكاديمية الدولية لتطوير الذات على تليجرام :
شكرًا لمشاركتكم وتفاعلكم معنا.
نحرص على احترام خصوصيتكم، لذلك نعرض المشاكل بشكل عام دون الكشف عن التفاصيل الشخصية.
إذا وجدت نصائحنا مفيدة، أو كان لديك استفسار أو مشكلة أخرى، لا تتردد في مشاركتها معنا عبر
كما يمكنكم حجز استشارة خاصة أونلاين واختيار خطط الدفع المناسبة لكم من خلال
نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونتطلع دائمًا لرسائلكم ومشكلاتكم.