2019-04-15 20:53:49
البوصلة الداخلية للإنسان
منح الله الإنسان إحساس داخلي يكون بمثابة البوصلة الداخلية للإنسان ، ويمنحه من خلال هذه البوصلة قرون إستشعار لمدى فهم السلوك الأخلاقي أواللأخلاقي وهو مايمثل ( الضمير الداخلي للإنسان )
كما تبدو البوصلة الأخلاقية للكثير منا موضوعاً فلسفياً فكرياً، وينأى كثير من الناس بأنفسهم عن التفكير في الأمور الفلسفية، معتقدين أنه لا قدرة لهم أو لا وقت لديهم لبناء بوصلتهم الأخلاقية، فيظنون أن اتباع تعليمات وأوامر دينهم أو اتباع القانون كفيل بجعل سلوكهم أخلاقياً، وأن هذا كافٍ لحياة إنسانية أخلاقية.
ولكن وفي المقابل، ألم يتعرض الواحد منا لأمور يومية في العمل والمنزل يشعر فيها بشئ من الغضاضة أو الظلم وقد لايجد ما يدعم إحساسه الداخلي هذا بأمر ديني أو بأمر قانوني أو عرف اجتماعي و قد يجد تبريراً عقلانياً لسلوكه فيستمر في أداء العمل رغم هذا الشعور الذي يسمى وخز الضمير، أو ما يمكن أن ندعوه أيضاً الشعور بانزياح البوصلة الأخلاقية، ومن هنا أستطيع القول أن كل واحد منا يمارس تفكيراً أخلاقياً مستمراً بوعي أو بدون وعي، فلماذا لا نفصح عن هذه الأمور ونتداولها بالنقاش والتفكير إلا نادراً؟
لعل قليلاً من الناس الذين صادفتهم في حياتي يزين الأمور بميزان الأخلاق الحساس فينظر في الأمور ويفكر في الدواعي الأخلاقية للقوانين والتعاليم الدينية والأعراف الاجتماعية وغيرها من التنظيمات الاجتماعية التي تملي على الإنسان مايفترض أن يقوم به، ويسعى حثيثاً لبناء بوصلته الأخلاقية، وينهمك بشكل واعيٍ في التفكير الأخلاقي، فهل هذا أمر طبيعي، وهل يمكن أن يتغير ويصبح التفكير الأخلاقي جزءاً من حياتنا اليومية، أسأل نفسي.