2020-03-03 14:50:05
► التحكم في الانفعالات :
المحتويات :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” .. يحمل هذا الحديث الشريف بين جنباته سر من أسرار قوة الإنسان، وسبيل من سبل نجاحه وأعظم طريقة لكي يغير الشخص من شخصيته ونمط حياته، وخاصةً في ظل التطورات الجارية والحياة الحاضرة التي نعيش فيها والتي تتصف بتعقدها، وكثرة الضغوط على الإنسان فيها والتي تلقي بعبئها على الإنسان فتظهر استجابته لها غالبًا على شكل انفعالات حادة وقوية.
فيأتي الحديث الشريف ليقدم لنا حلًا لهذه المشكلة، ويرشدنا إلى أن قوة الإنسان تكون عندما يمتلك القدرة والمهارة في اتباع خطوات السيطرة والتحكم في الانفعالات وضبط النفس، وقد يكون أشد هذه الانفعالات وأخطرها على صحة الإنسان جسديًا ونفسيًا وعلى علاقاته الاجتماعية هو انفعال الغضب، الذي يتسبب بأمراض خطيرة، مثل الجلطات القلبية وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالقولون العصبي، كما أنه يفسد علاقة الفرد مع الأشخاص المحيطين به، ويولّد بينهم العداوة والكراهية. وعلى العكس من ذلك فإن قدرة الإنسان على ضبط نفسه في لحظات الاستثارة أو الانفعال أو القدرة على تحكم الإنسان في غريزته وشهواته هي دليل على توازن الإنسان وثقته بنفسه وإعمال عقله والصحة النفسية.
إن ضبط الإنسان لنفسه يجنبه من الوقوع في الكثير من المشاكل ويساعده على احترام الآخرين بأفكارهم ومعتقداتهم مهما اختلفت أشكالهم وألوانهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكون أولى خطوات ضبط النفس في تأمل الإنسان ذاته وما يدور في داخلها من أفكار وانفعالات وتفسيرات للأحداث التي يمر بها الشخص في حياته اليومية، وبذلك يستطيع الإنسان إدراك جوانب الضعف والقصور لديه؛ لتعديلها والسيطرة عليها؛ حتى لا تتمكن منه وتحوله إلى عبد لها. أي أن تحديد الإنسان لأسباب ضعفه هي أول مرحلة من مراحل عملية التدريب على ضبط النفس.
بعد أن يحدد الإنسان عوامل ضعفه وقصوره التي تسيطر عليه، يتعين عليه بعدها التدرب على عدم السماح لها بالسيطرة والظهور ومحاولة التخفيف منها شيئًا فشيئًا؛ حتى يتحول الأمر إلى عادة وسلوك دائم. فعندما يتعرض الإنسان إلى موقف يغضبه أو يثير انفعاله بدلًا من سرعة الغضب أو الاستجابة غير المنضبطة وغير الواعية، يتدرب الإنسان على إخفاء ما يشعر به وعدم إظهاره، وبذلك لا يكون الإنسان قد كبت انفعاله بل هو يتدرب على التخلص منه نهائيًا. كما يمكن أيضًا اللجوء إلى طرق ومنافذ جديدة؛ لتصريف الانفعال مثل ممارسة الهوايات المفيدة، وممارسة التمارين الرياضية، والخروج في رحلات، والمشي في الهواء الطلق، وتغيير الإنسان وضعية جلوسه فيتحول إلى الوقوف، أو مغادرة المكان إلى مكان آخر.
ثقة الإنسان بنفسه تعزز لديه القدرة على التحكم في الانفعالات وضبط النفس:
حيث أنه من الطبيعي أن يقابل الإنسان من يتعمّد مضايقته وإثارته بالانفعالات السلبية، فعلى الإنسان أن تكون لديه الثقة بالنفس العالية التي لا تسمح لأحد بأن يزعزع استقرارها أو يخرجها عن سيطرة العقل لتتصرف بدون وعي أو قيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم هنا مجموعة من النصائح والإرشادات من أجل حياة أكثر هدوءاً واستقرارًا وعقلانية:
ينصح بأن تقوم بكتابة كل ما يحدث معك في يومك من أحداث ومواقف، وكيف قمت بالتصرف فيها واستجاباتك نحوها، وتحليل ذلك وتحديد ما الشيء الإيجابي؟ وما الشيء السلبي في هذه الاستجابة؟ للاستفادة من ذلك في المواقف والأيام القادمة من خلال تعزيز الاستجابات الإيجابية، والتخلص من السلبية وضبطها.
تدريب نفسك على القيام بأشياء وأعمال لا تحبها ولا ترغب بها أو غير معتادة عليك مثل تحديد برنامج يومي؛ لقراءة عدد معين من الصفحات، وبرنامج يومي لممارسة الرياضة لفترة محددة، وبرنامج غذائي يتضمن أطعمة غير معتاد على تناولها، وبرنامج محدد للنوم في ساعة معينة، ومشاهدة التلفاز لعدد محدد من الساعات، وغيرها من الأعمال والنشاطات التي تدرب النفس على الانضباط وتهذبها، وتعطي للعقل دوره في التحكم بها بما فيه خير الإنسان وفائدته وصحته النفسية والجسدية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك مجموعة من العبارات التي ينصح بترديدها بشكل دائم؛ لزيادة الثقة بالنفس، ونذكر منها:
♦ أستطيع أن أسيطر على انفعالاتي.
♦ لن أسمح للغضب بأن ينال مني.
♦ سأتمكن من مواجهة الموقف، والتغلب عليه دون أن يثير انفعالي.
♦ أنا أمتلك القوة لأتحكم بانفعالي وأضبط نفسي.
♦ لن أسمح لأي شخص بأن يزعزع ثقتي بنفسي.
وباتباعك هذه التوجيهات والإرشادات تكون قد قطعت شوطًا وبدأت طريقًا للنجاح في حياتك وتطوير ذاتك والتحكم في غضبك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ معنا كتاب قوة التحكم في الذات