2020-12-27 22:18:13
في نفس كل إنسان يكمن حب التفوق والنجاح، والإنسان بطبيعته يحب التقدم في أي مجال كان، ولكن الضعيف الذي يتكاسل لا يهمه التقدم أو النجاح ويرضى بحاله كيفما كان!. لأنه لا يجد سببا يدفعه للحصول على الأفضل، ولا يشعر بأنه يجب أن يتقدم الى أمام، فيعيش كيفما اتفق، ولكن الانسان السليم يبحث بين فينة وأخرى عن أسباب تقدمه وضعفه، كي يتعلم من أخطائه ولا يكررها ويدرس أسباب نجاحه كي يعمل بها ويتقدم من خلالها.
وبما أن الحياة أقصر مما يمكن أن يبدأ كل شخص من جديد، لذلك فإن أصحاب العقول النيرة والأذكياء، يدرسون عوامل النجاح وأسباب الفشل عند الآخرين، كي يصلوا أسرع الى المقصد المطلوب، لذلك يقول الله في كتابه الكريم (فاعتبروا، تدبروا...) ويحفزنا على دراسة حياة الماضين والتفكر في خلقه سبحانه وتعالى .
المنافسة حكمة جلية نجدها في المجتمعات المتطورة، فهي تنهض بالضمائر الإنسانية، وتكون بمثابة المركب الى بر الأمان وإذا دققنا في الخليقة منذ بداية مصيرها، سوف نجد أن المنافسة إحدى المفردات الهامة بين خلق الله، ولكن في بعض الأحيان تكون شريفة وفِي بعض الأحيان تفقد شروط النزاهة والشفافية.
هنا يكمن الفرق، بين من يتقدم بصورة حثيثة ويتمسك بمبادئه ويسعى الى الأمام بشرف، وبين من يبحث عن التقدم بالطرق غير الشريفة.. من الطبيعي أن يكون مصير صاحب النوايا السيئة، الغرق في محيط الفشل فجأة !أو بعد مطاولة ومماطلة في أسلوبه المتحايل والمخادع مع الآخرين.
فحتى وإن حقق نجاحا كبيرا، من أين نعرف بأن المنافسة محمودة؟.
عندما تخلص النيات وتدفع الإنسان والمجتمعات الى فعل الخير من أجل أهداف سامية، وتكون منهجا للبناء، وبالعكس عندما ترتبط بالتعدي على حقوق الآخرين ستكون مرفوضة بلا شك وسوف تكون عاملا للهد ، ومع تطور المجتمعات في هذا الزمن بالتحديد، حيث كل شيء قابل للوصول إليه بسهوله، وعند متناول الأيدي، اشتعلت روح المنافسة بين الناس أكثر من ذي قبل، حيث يسعى الجميع للحصول على الأكثر والأفضل.
وأما التنافس بين النساء، فهذا الأمر يتبع شخصية المرأة ومبادئها، فإن كانت تسعى وتركض وراء أهداف دنيوية، ستكون منظومة تفكيرها مبرمجة على الباطل، وسيكون تنافسها غيره وحسد ومراقبة سلبية للتفوق على الآخرين، وإن كانت أهدافها ونيتها خالصة مع الله ستكون منافستها دافعا للتقدم والارتقاء والتألق.
صراع بين العلم والجهل:
بعد ذلك أفصحت (أحلام كاظم ابراهيم مدرسة تاريخ) عن رأيها في هذا الشأن فقالت: ان النزاع والخصام بين النساء سببه حسب تجربتي المهنية.. صراع بين العلم والجهل، بمعنى أن المرأة الجاهلة وغير المتعلمة تصب جام غضبها على المرأة المتعلمة وتناصبها العداء، لان الجاهل عدو نفسه، فكيف لا يكون عدوا للناس؟.
ومن ناحية أخرى هناك عداء وخصام بين القوي والضعيف، بمعنى آخر حكم القوي على الضعيف وخصوصا اذا كان الضعيف يمر بظروف ماديه صعبة، والطرف الاخر يكون بيده زمام الامور.. وهناك صراع بين الانسان الناجح في حياته وبين الانسان الفاشل، فالأخير دائما يعادي الإنسان الناجح، والغيرة من المتفوق والناجح في الحياة المهنية، ظاهرة موجودة حتى عند الرجال، فكما يقال في الامثال (ما تخاصم رجلان إلا على مال أو على امرأة.
أقسامنا :
ومن (فاطمة الحمامي/ اختصاص إدارة أعمال) حصلنا على رأي في هذا الخصوص حيث قالت: إن دور المنافسة في تطوير المجتمع يكمن في أن المنظمات نتيجة للمنافسة الشديدة التي تخوضها مع منافسيها سوف تسعى بأقصى طاقاتها لتظهر بصورة حسنة أمام المجتمع والبيئة المحيطة، بالتالي يعود هذا بالنفع على المجتمع بما ستقدمه المنظمة من برامج او دورات تدريبية تطويرية، وخطط ومساهمات ومشروعات ضخمة تساعد على رقي المجتمع، بالتالي سوف يسعى أفراد المجتمع لتطوير أنفسهم للحاق بمنظومة التطور. أما أثر المنافسة على تطور المرأة العاملة، فنتيجة للمنافسة القائمة الآن على تفعيل دور المرأة في العمل، واجتذاب الكفاءات منها، فتسعى المنظمات لاستقطاب مثل هذه الكفاءات، بالتالي تتواجد الحاجة الملحة عند المرأة العاملة لتطوير نفسها والرغبة في الحصول على الترقيات والمناصب العليا فيحدث التطور.