السـؤال :
" كيف أنسى خيانة زوجي " قبل سنتين اكتشفت خيانة زوجي مع مغربيات مقيمات في بلدنا وتحويلات ضخمة لهن مع العلم انه ملتزم ومتقاعد حديثاً وعند المواجهة قال انه متزوج بأحداهن سراً ورفض اظهار مايثبت الزواج ولكنه اعترف بخطأه وتركهن وطلب ان نطوي هذة الصفحة والان وضعنا مستقر تماما واصبح تعامله جدا راقي معي وابناءه المشكلة عدم قدرتي على النسيان كل موقف يذكرني بخيانته لي وكذبه علي وعلاقتي معه تمثيل فقط اريد ان انسى فهو صادق في توبته واصبح شخصا اخر حتى في عباداته يقوم الليل ويصوم الاثنين والخميس وموسع علينا بالرزق
الجـؤاب :
الخيانة بصفة عامة من أصعب الابتلاءات في العلاقات ، وأصعبها بالطبع العلاقات الزوجية ، ولا أستطيع أن اضغط عليكي في تحمل ما لا يُطاق بوجه عام ، وخصوصا أنه يدفع الخائن للبراعة في الكذب .
ولكني سأنظر للأمر من منطلق رسالتك أنه شخص ملتزم ، وهذا يؤكد أن وقوعه في الحرام من باب الفتنة والابتلاء وليس من باب فساد خلق في الأصل.
لذلك أرى أن أفضل شئ يساعدك على نسيان ماحدث رغم صعوبته ، هو تذكرك أننا جميعا نقع في الفتن ولا أحد يأمن على نفسه الفتنة _ لولا فضل الله علينا مانجونا منها أبدًا _ وربما يقع الكثير منا في أحد الكبائر ، لا يشترط تكون من نفس النوع لكن ربما وقع في الربا أو أخد مال بغير وجه حق أو مظالم كبيرة ، وبعدها منا من يتوب بصدق ويتمنى أن يغفر الله له ، ويسعى لارضاء من اساء إليهم .
واذكرك بمنزلة من يعفو ويصفح في قوله تعالى : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)) {سورة النور}
وقوله تعالى : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) { سورة الشورى}
وقال تعالى: وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {التغابن:14}.
لحجز استشارة اون لاين أو مباشر
اضغط هنا
وجاء في مختصر منهاج القاصدين: معنى العفو أن تستحق حقاً فتسقطه، وتؤدى عنه من قصاص أو غرامة. اهـ
وأما العفو والمسامحة: فمعناهما متقارب، وهو الصفح والتنازل عن الحق، فالعفو معناه كما جاء في لسان العرب: هو التجاوز عن الذنب، وعدم العقاب عليه، وأصله المحو والطمس. اهـ
اقرأ أيضًا :
هذا فضل العفو بوجه عام لمن ظلمك ، فلو كان للحفاظ على الزوجية وكيان الأسرة ، وايضا حرصه على تعويضك عما حدث مع الحفاظ على البيت والأولاد ، فهذا كله يقوي الأسباب لديك لمساعدتك على العفو والحصول على أعظم الأجر من الله .
فالذي أنصحك به هو العفو عنه ؛ ليقع أجرك على الله تعالى، وتتم مثوبتك عنده سبحانه، قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وقال: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. أخرجه مسلم.