الاختيار الفعال لشريك الحياة
2019-07-21 20:58:18

كاتب المقالة | | مراجع متنوعة |
---|---|
تاريخ المقالة | | 2019-07-21 20:58:18 |
كيف أختار شريك أو شريكة حياتي بشكل فعال؟
المحتوى:
1- وضع المعايير: كثير من النساء يرفعن معايير الاختيار ويضعن صفات خيالية لشريك الحياة تصل بالمجتمع إلى صفات نادرة وغير موجودة إلى في عالم الروايات والأفلام.. وأيضاً الرجال يتوقعون أن يجدوا امرأة خارقة.
هذه اعتقادات خاطئه وهذا لا يعني ألا نكون طموحين فالتوازن هنا مطلوب.. وللوصول لهذا التوازن هناك أساسات ومبادئ ثابتة للاختيار وهي:
- اختر من المعايير ما يتناسب مع صفاتك وطموحاتك في نفس الوقت وهذا يعني أنك تحتاج أن تدرس شخصيتك ونفسك جيداً وتعرف ما هي المعايير المناسبة لك وبعدها تستبعد الأشياء الغير مهمة مع وضع طموحاتك العاطفية والفكرية على تلك القائمة .
- نقي هذه المعايير ورتبها حسب الجوهر والمبادئ الخلاقة الداخلية ، بمعنى عملي : أنك إذا نظرت إلى قائمة معاييرك و وجدت أن معظم المعايير سطحية وخارجية ولا تتوافق مع الجوهر فحاول بقدر الإمكان أن تعيد النظر في داخلك لأن هناك خلل واضح في نظرتك لفكرة العلاقة الزوجية وهذا كما ذكرنا لا يعني أن لا يكون لدينا معايير خارجية ولكنها نسبة وتناسب ، مثال : الشكل الجيد ، العلاقات الاجتماعية ، نظرة المجتمع لها ، عملها .. معظم هذه الأشياء تركز على الخارج أما في المثال التالي نجد العكس ( أخلاقها ، تعاملها مع الأخرين ، جمالها ، علاقتها بوالدتها) وهكذا..
- أعد الترتيب ولكن بعد اختبار تلك المعايير عليك وهل فعلاً تتوفر فيك هذه المعايير أم لا ،انتبه فهذه الخطوة مهمة جداً لأنها تجعلك تتوافق مع قوانين الحياة فالطيبون للطيبات والشخصيات تتجاذب بفطرتها مع بعضها البعض ، فمن عملك وطباعك يظهرشريك حياتك ، لذلك أبدأ من اليوم في تغيير نفسك للأحسن وأستعن بالله وأجعلها نقطة بداية للعمل على ذاتك والتغيير للأفضل.
2- التفاعل المجتمعي الفعال: وأقصد هنا أن تمارس وتمارسى حياتكما الطبيعية مع الدعاء اليومي والـتخيل الدوري للمعايير والصفات للشخصية ويفضل أن يكون معك ورقة وقلم و وتكتب تفاعل المجتمع مع المعايير والصفات التي اخترتها بشكل إما مباشر كأن تسأل المتزوجين عن معيار نظرة الرجل أو المرآة في تربية الأولاد أو بطريقة غير مباشرة بأن تراقب بطريقة مرنة وأخلاقية كيف يتعامل الأزواج مع أولادهم وكيف كانت نظرتهم لها قبل وبعد الزواج..في النهاية اجمع كل ما عرفته في ورقة وتخيل أول بأول كل مفهوم بشكل يجعلك تركب هذا المفهوم على حياتك الخاصة في المستقبل ( مع العلم أن هذا التخيل يصبح بلا معنى إذا تخيلت شخص بعينه ، لأنك بذلك اخترت الشخص ومن الطبيعي أن يحور عقلك الأفكار لتكون ملائمة و داعمة للشخصية التي تحب أو اخترت).
3- وقت مستقطع: هذه هي الخطوة التي لا يصبر عليها المجتمع بطريقة أو بأخرى سواء مع الولد أو البنت وتتلخص في أنك تحتاج لوقت لتمحيص الموضوع و لكي يكتب لك الله هذا القدر و الشريك في الوقت والمكان المناسبان لك وله لذلك في هذه الخطوة تحتاج أن تعمل على أكثر من محور:
- محور نفسك : أدعم نفسك باعتقادات إيجابية ولا تدع الاستعجال يجعلك تختار ما لا تريد وفي نفس الوقت ابحث واندمج في ذاتك وأكد على نفسك يومياً أن الله خلقك في أحسن تقويم وأنك سوف تجد ما تريد.
- محور الدعاء: عليك أن تدعوا الله يومياً وتتقترب منه وتلح في الدعاء وتأكد أن الله سوف يوفقك للخير طالما أن نيتك خير (مرة أخرى لا تدعوا بأن تتزوج أو تتزوجي بشخص بعينه ولكن أدعوا بالصفات المطلوبة)
- محور المجتمع: وهنا كلمة للبنات أولاً .. لابد أن تعرفي أن مهما بلغ الأمر ذروته فهناك فرج كبير فلا تدعي المجتمع يضغط عليكِ ليقول لكي يجب أن تتزوجي قبل قطار الزواج وما شابه من كلام، لكني أريد أن أنبهكن على الفارق الكبير عن مفاهيم مهمة وعن معايير هدم الإعلام شكلها .. من هذه المفاهيم الحب وأن الزواج يجب أن يكون عن حب ، وهذا شيء جيد لكن ما معنى الحب ، تأكدي تماماً انه ليس هذا اليوم أو اليومين في أول أيام الزواج وليس قبلة البطل للبطلة في فيلم رومانسي وليس ذلك الرجل الذي يأتي من أخر العالم لينقذ محبوبته إنه كلام السينما أما الواقع فهو يتلخص في معيار عملي ومؤشر قوي جداً وهو الأخلاق وتلك الأخلاق تتجسد في المودة والرحمة وتستطيعي قياس هذا في الرجال من تعاملهم مع محارمه وغير محارمه بمعنى تعامله مع أمه أخته والجنس الرقيق اللاتي يقابلونه عموما وبعدها بقية المعايير، فلا ترفضي شاب ذو خلق بمجرد أنك لم تريه يعبر عن مشاعر الحب لك وفي نفس الوقت لا تقبلي شاب ذو سلطة ويعاملكِ جيداً لكن بقية جنسك وبالذات محارمه يعانون معه. و في النهاية أقول أن هناك ثمة توفيق من الله عز وجل وشيء فطري يكتبه الله بين الشريكين يعمل كحافز لها للاقتراب من بعضيهما.
4-الاستشارة: وتتمثل في السؤال عن الشريك وتمحيص شخصيته ثم تأدية صلاة الاستخارة والتوكل على الله وليس عيب علينا أن نتراجع عن القرار إذا وجدنا ما هو غير مناسب لنا والقاعدة هنا تكمن كلما تركنا الشخص من البداية أو في وقت مبكر كلما كان ذلك أفضل لنا وله وهذا هو المعنى الحقيقي للاستشارة والاستخارة ففترة الخطوبة ليست فترة اللعب وإنما فترة يتعرف بها كل شريك على الأخر ويجتهد ليتعرف على مدى توافق هذا الشريك معه وليس استسلام أن هذا الشريك قد أصبح من نصيبه كما يقولون..
في النهاية يبقى أن المعنى الحقيقي لمعايير الاختيار والأساس الجوهري هو في أخلاق كلاً من الرجل والمرأة فهو الذي تستطيع أن تبني عليه كل شيء أخر..لذلك فالمعنى الحقيقي للحب يتجسد في الجوهر كما قال دكتور مصطفى محمود في كتابه (السؤال الحائر): ” الحب الحقيقي هو المودة و الرحمة .. و هو عطاء الفطرة الذي لا تكلف فيه و لا صنعة و لا احتراف و هو صفة النفوس الخيرة و خلة الأبرار الأخيار من الرجال و النساء .. و هو لا يوجد إلا في البيوت الطيبة”.
- مقالات ذات صلة