2021-10-20 14:21:52
الطلاق أحد أصعب التجارب التي يمكن أن تمر بها إمرأة ، وتعتبر آثار الطلاق على المرأة النفسية أشد أثرًا عليها، وليس ذلك بسبب الطلاق في حد ذاته بل ربما يكون في كثير من الأوقات وخصوصًا التي يكون فيها الطلاق برغبتها تماما . يكون وقتها بالنسبة لها التحررالفعلي من قيد ظلم الزوج التي تتعرض له، والتي قد تحملته لسنوات بسبب الأولاد أو الخوف من الطلاق، أو لرفض الاهل فكرة الطلاق، ومن المفترض أن هذا التحرر يحسن من حالتها النفسية ... لكن ما يحدث هو العكس، بسبب ما تلاقيه بعد الطلاق، من نظرة المجتمع للمطلقة أو ظلم صريح من المطلق، وترك مسئولية الابناء لها كاملة فيعرضها ذلك لضغوط لا حصر لها، وسبب الضرر النفسي الحقيقي هو واعتبارها أن امرأة فاشلة وفشلت في نجاح العلاقة الزوجية، وكأنها المسئول الوحيد عن نجاح الزواج، وكأنه يجب عليها دائما تحمل ما لاتطيق كي يعترف المجتمع بنجاحها، دون مراعاة للأضرار النفسية الفعلية التي تعاني منها من جراء الحياة مع شخص غيرمناسب.
المحتوى:
#آثار الطلاق النفسية على المرأة:
يُولّد الطّلاق العديد من الآثار النفسيّة على المرأة، حيث تميل النساء إلى فقدان الهوية الذاتية فجأة بعد الطلاق، بسبب التّركيز على كونهنّ أمهاتٍ وزوجاتٍ رائعاتٍ أثناء الزواج، وبمجرد انتهائه يجدن صعوبةً في تحديد الهويّة الخاصّة بهنّ،[٥] بسبب المشاعر والأفكار السلبية، والعواطف المخيفة، بما في ذلك الحزن، والوحدة، واليأس، والإحباط، والقلق، والغضب، وغيرها، والذي قد يرافق الشعور بالذنب، بسبب الفشل في إنجاح الزواج، والإحساس باكتئاب شديدٍ ناجمٍ عن التفكير في استحالة القدرة على التعامل مع التغييرات الحاصلة في الحياة الجديدة، علماً أنّ جميعها ردود فعل طبيعية يُمكن التأقلم معها عاطفياً عن طريق السماح للنفس بالتعبير عن الحزن للمساعدة على المضي قدماً في الحياة، واكتساب الحكمة والقوة؛ للتمكّن من اجتياز المرحلة.
وعلى الرغم من ذلك كلّه فقد يُولّد الطلاق آثاراً نفسيّةً إيجابيةً منها الشّعور بالارتياح للخروج من علاقةٍ صعبةٍ، أو مُؤذية، أو غير صحيّة، والقدرة على توسيع الهويّة الذاتيّة، وتولّي أدوار جديدة، والتركيز على العمل، وتوسيع الدائرة الاجتماعية، أو حتى اختيار هوايات جديدة، ومن الآثار الإيجابية الأخرى للطلاق على المرأة منح المزيد من الاستقلالية، والقدرة على تولي زمام الأمور، والتحكّم بالخيارات الشخصية، إضافةً إلى القدرة على مسامحة النفس بعد الشعور بالذنب، في حال كانت السبب في إنهاء الزواج.
قد يُؤثر الطلاق على الوضع الاجتماعيّ للمرأة، فقد تختلف علاقاتها وطريقة تعامل المجتمع معها عن السابق، الأمر الذي قد يجعلها تُعاني من الرفض الاجتماعيّ، وقد يؤثر الطلاق سلباً في طريقة تعامل بعض أفراد العائلة معها، وذلك بعدم تقبّلهم لقرار الطلاق، ومحاولة عدم إشراكها في القرارات العائلية، أو تهميش رأيها، كما قد تشعر المرأة المُطلّقة بالخجل من التّواصل أو تجديد علاقتها مع أصدقائها في حال اختلاف معاملتهم لها عند وجودها بينهم، وظنّهم أنّ ذلك يُحافظ على مكانتهم أو هيبتهم الاجتماعيّة، مما قد يضطر المرأة إلى عدم الاختلاط مع الآخرين، أو تغيير مكان عملها لتغيير مجموعة الأشخاص، أو الأصدقاء المُحيطة بها.
وعلى الرغم من انتهاء أو فتور بعض الصّداقات في فترة ما بعد الطّلاق إلا أنّ بعض الصداقات الأخرى تعود لتدخل وتتجدّد، هذا بالإضافةَ إلى توفّر الكثير من الوقت الذي يُمكن أن تبذله المرأة لنفسها بعد الطلاق، كفرصةٍ لها لفهم مشاعرها، وتحديد المشكلة قبل التفكير في الانتقال إلى مرحلةٍ أخرى، الأمر الذي سيجعلها أنموذجاً أفضل لأبنائها، ويُقلّل من احتمالية الطلاق المستقبلية في حال التفكير في الارتباط والزّواج مرةً أخرى.
قد تواجه المرأة العديد من الآثار الصحيّة بعد الطلاق، والتي يُمكن تلخيصها على النحو الآتي:
القلق والاكتئاب: يُمكن أن يسبب عدم اليقين، وانعدام الأمن، والتغييرات في نمط الحياة، والعمل، والمنزل، أو الخوف من ما يخبئه المستقبل، والتفكير في مواجهة العالم بدون شريك مقداراً كبيراً من القلق الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب للمرأة المُطلّقة، ومن ناحية أخرى قد يسبّب الطّلاق تغيّراتٍ في النمط الغذائيّ سواء بالزيادة أو النقصان، مما قد يؤثّر في صحة المرأة، وتزداد لديها مشاعر القلق والاكتئاب.
الأمراض القلبية: تشير الدّراسات إلى أنّ الرّجال والنّساء المطلّقين أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً مع المتزوّجين.
اضطرابات النوم: قد تعاني النساء من اضطرابٍ كبيرٍ في نمط النوم، أو من الكوابيس المزعجة، أو من الأرق المُصاحب للاكتئاب، وهو تأثير جانبيّ خطيرٌ للطلاق.
من النصائح المُهمّة التي يُمكن تقديمها للنساء المطلّقات ما يأتي: