الطلاق الصامت

2021-10-20 11:37:41

الطلاق الصامت

الطلاق الصامت هو أفضل تعبير عن العلاقات المنتهية الصلاحية وهي ما تسمى أيضا بالخرس الزوجي هو لفظ انتشر كثيرًا في الفترة الأخيرة ، في الحقيقة الطلاق الصامت في رأيي أسوأ وأشد خطرًا وأشدُّ فتكاً على الأسرة من الطلاق الفعلي بمراحل كبيرة جدًا ، لأن العلاقة الزوجية فيها يكون الشخص مرتبطًا بها ، ولكن لا يستطيع الخروج منها، فهي حالة من الإنفصال العاطفي يعيشها الطرفين ويكون فيها عقد الزواج ساري بين الزوجين وقائمة من حيث الظاهر للناس،  ولكن كلاً منهما يعيش بمعزلٍ عن الآخر في كل مناحي حياته ، وداخل البيت لا توجد أي علاقة بين الزوجين، مما دفع كثيرَا من الأزواج للعلاقات المحرمة حفاظًا على الشكل الخارجي أما الناس مع فقد الشعور بتأنيب الضميرأو الشعورأمام الله سبحانه وتعالى ، ظنا من الزوجين أن هذا أفضل للمراعاة الأبناء في مرحلة زواجهم في المستقبل لتحسين صورتهم أمام أهل العريس أو أهل العروسة ، مع عدم مراعاة مشاعر الأبناء نفسهم وأثر ذلك على نفسيتهم وأفكارهم تجاه الزواج ، ولم يفكروا يوما إن ده سبب رئيسي دفع الأبناء لكره الزواج نفسه ، وللأسف أشكاله أصبحت كثيرة جدا ، منها بشكل أساسي الإنفصال الجسدي بين الزوجين ، بالإضافة للإنفصال المادي ، وقد يصل حتى للإنفصال الظاهر أمام الأبناء داخل البيت الواحد ، كل ما يفكر فيه الطرفين هو الحفاظ على شكلهم أمام المجتمع فقط.

 

ويعتقد الخبراء في مجال علم النفس والاجتماع أن نسبة "الانفصال السريري" تفوق نسبة الطلاق الرسمي رغم عدم وجود إحصاءات رسمية عنها بسبب حساسية الموضوع. وبات يجتاح جميع فئات المجتمع بغض النظر عن ديانتهم أو قوميتهم أو أعمارهم أوخلفياتهم الثقافية.

ومحدش فكر أبدًا ليه ربنا جعل الطلاق حلال؟ لأنه ببساطة علاج صحي للطرفين لما تسحيل العشرة بينهم ، وعلاج صحي للأبناء لفهم نعم ربنا في حفظ الحقوق ومراعاة الشعور وفصل علاقة الآباء بالأبناء عن علاقة الزوجين مع بعض. 

ماشرع الله أمرًا إلا وكان الخير كله فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون 

حول أسباب نشوء الطلاق الصامت  وعلاماته والأضرارالمترتبة عليه وكيف كان الطلاق الصامت تدمير أسري شامل لكل أفراد الأسرة ، تابع  قراءة المقالة  لمعرفة تفاصيل أكثر عن الطلاق الصامت


 المحتوى :


ماهو الطلاق الصامت؟

 
يقول الدكتور محمد إبراهيم، المحامي بمحكمة النقض والدستورية العليا، أن هناك أمور ملتبسة بشأن حالات الطلاق، ومن أهم القضايا المثيرة التي تشهدها العديد من البيوت المصرية حالات الطلاق الصامت وهو يحدث بين الزوجين دون وثيقة إثبات الطلاق، فيكون بينهما انفصال جسدي ولكنهما يتعايشا بمنزل واحد من أجل الحفاظ علي الشكل الاجتماعي وتربية الأطفال بشكل سوي، ولكن هذه الحالة ليست حلال شرعيا، كما أنه لا يجوز للزوجة أن تتزوج من أخر إلا بعد الحصول علي وثيقة طلاق. 

 


أسباب نشوء الطلاق الصامت:

 

التعنّت والأنانية:

 

كل منهما يريد كل شيء لنفسه، لا يدركون أنه كما لهم حقوق عليهم، مع مرور الزمن تتولَّد ردة فعل عكسية تدعو إلى التمرُّد والنفور، كل منها على الآخر.

تراكم المشاكل وغياب الكلمة الحسنة:

الطبيعىي أن أية علاقة تمر بالكثير من المشاكل، لكن من غير الطبيعي أن يتم تأجيل حلول هذه المشاكل أو عدم الوصول إلى حل من الأساس في وقتها وتركها.مشكلة صغيرة فوق أخرى؛ حتى تتكاثر وتنهمر فوق بعضها، وعندئذ من الصعب إزالتها.

 

الخرس الزوجي:

 

كل شخص متمسك برأيه، لا يوجد أي نوع من الحوار بينهم؛ فالزوج لا يحب أن يسمع المشاكل التي تمر بها زوجته، والمرأة بالتالي تتعمد الصمت لعدم خلق المشاكل، وأيضاً الرجل يلتزم الصمت ولا يبوح بما يمر به في العمل أو الشارع أو الأسرة أو غيره؛ لأنه يرى أنها لا حق لها في ذلك؛ فينعدم الحوار أكثر.

البرود الجنسى والعاطفى:

مئات الأزواج يعيشون حالة من الملل والروتين أثناء العلاقة الحميمة، مجرد واجب وروتين يومي ممل؛ مما يجبر أحد الطرفين على النفور من هذه العلاقة والتحجج لعدم القيام بها.

 

الاختلاف:

 

قد يحدث عدم تكيّف أحد الأطراف مع الآخر؛ لاختلاف ثقافته وبيئته أو اختلاف سنّه أو تعليمه.وأيضاً الاختلاف في الطموح والهوايات والقناعات؛ مما يؤدي إلى نفور هذا الطرف من الآخر؛ لعدم وجود أي رابط مشترك بين تفكيرهم.

 

الضغوطات المادية والحياتية:

 

سواء أكان بسبب غلاء المعيشة وعدم استطاعة الزوج سدّ احتياجات الأسرة، أو بسبب الانشغال بتعليم وتربية الأولاد والعمل وغيرهم.

 

التقيّد:

 

أحياناً يشعر طرف ما، أنه مقيد ومسلوب منه حريّته في تحقيق أحلامه، أو غيرها من الأمور التي يتطلع إليها؛ مما يشعر أن الزواج ما هو إلا «كلبشات» تقيّد حريته التي كان يحلم بها قبل الزواج.
 

الرهبة من شبح الطلاق:

 

خوفهم من الطلاق الحقيقي ونظرة المجتمع والناس إلى الرجل المطلق والمرأة المطلقة؛ خاصة إذا كان هناك أولاد؛ مما يؤدي إلى ميلهم للطلاق الصامت.

 

علامات الطلاق الصامت:

 

تتعدد العلامات التي ربما تكشف عن حدوث الطلاق الصامت بين الزوجين، حيث يظهر دائما في صورة عدم وجود أي عاطفة بين طرفي العلاقة، فيما يبدو أحد الطرفين غير مهتم بسماع تفاصيل أخبار الطرف الآخر، في وقت تتأثر فيه العلاقة الحميمية أيضا حين تحدث بين فترات متباعدة.
كذلك يظهر الطلاق العاطفي في صورة عدم سعي أحد الطرفين إلى قضاء الوقت مع الطرف الآخر، حيث يفضل القيام بأنشطة مختلفة بعيدة عنه، كما يصبح التحدث معه عن المشاعر الخاصة مستحيلا نظرا لأنه يتجاهل تلك الأحاديث من الأساس، مفضلا التحدث عن الأمور العامة.

 

وبينما يعتقد البعض أن عدم اندلاع الخلافات والنقاشات الحادة بين الزوجين بعدما كانت شبه يومية، من الأمور الجيدة التي تكشف عن تناغم الطرفين، فإن ذلك الزوال للأزمات اليومية قد يعبر عن حدوث الطلاق الصامت بين الطرفين، في ظل شعورهما باليأس من إصلاح الأمور بينهما.
من الوارد أن ينكشف الطلاق النفسي عبر أمور بسيطة، فإن كان أحد الطرفين لا يعلم بالأمور التي تشغل بال الطرف الآخر، ولا يهتم بمعرفة تفاصيل يومه، بل ولا يمكنه التفريق بين إلقاء الدعابات الطريفة أو السخرية من سلوكيات الطرف الآخر، فإنه غالبا ما يكون واقعا تحت تأثير الطلاق الصامت.

 

علاج الطلاق الصامت:

 

من الصعب أن تعود الحياة كما كانت قبل الوصول إلى الطلاق الصامت مع الطرف الآخر، إلا باتخاذ أساليب وحلول جذرية تتطلب بذل جهد كبير من الطرفين في حالة رغبتهما في الإصلاح ، قالى تعالى ( إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) ( الآية35 سورة النساء ) والأمر يتطلب الكثير من الوقت والحرص على بناء لغة حوار بين الطرفين ، كما يتطلب تقديم الدعم اللازم من الطرف المقصر للطرف الآخر حتى يعيد بناء الثقة به مرة أخرى وعليه ألا ييأس ويستعين بالله ليصلح الله بينهما ، بالرغم أن الأمور ليست سهلة لكن حدوثها هو الخيار الأفضل أمام الزوجين.
يصبح الأمر أكثر سهولة عند طرح الأسئلة على الطرف الآخر، سواء كانت عما يشغل باله أو عن أحلامه الخاصة، فعلى الرغم من أن الطلاق الصامت قد يحدث بين طرفين تزوجا منذ فترات طويلة، إلا أن ذلك يتحقق جراء عدم معرفة كل شخص بالآخر بصورة جيدة كما كان الوضع من قبل، لذا تبدو تلك الأسئلة مهمة من أجل إعادة التواصل بين الزوجين.
من الوارد أن يتحفز أحد الطرفين على إعادة النقاشات والجدالات القديمة بينهما، وهو أمر خاطئ ربما يزيد من صعوبة الموقف، حيث ينصح بالتركيز على الوقت الحاضر مع محاولة تجاهل الاستفزازات التي قد تحدث من الطرف الآخر دون قصد، عبر تذكير النفس بالهدف من كل ما يحدث.
ينصح في حال عدم وجود جدوى من محاولات أحد الطرفين لإعادة العلاقة الطبيعية مع الطرف الآخر، باستشارة المتخصصين، حيث يمكن للأطباء النفسيين أو المتخصصين في الاستشارات الزوجية أن يكشفوا عن الطريقة الأفضل من أجل تحسين العلاقة الزوجية سريعا.
في الختام، يبدو الطلاق الصامت أو العاطفي شائعا بين الكثير من الأزواج، إلا أن محاولة إنقاذه تعد من الأمور الإلزامية للطرفين، حتى لا يتحول هذا الطلاق النفسي بمرور الوقت إلى طلاق حقيقي لا رجعة فيه.

  • الفرق بين الطلاق و الانفصال 
  • حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق
  • حلول الطلاق الصامت

 


 

#جيهانيات#جيهان_حسين #اختلافك_سر_تميزك #علاجك_جواك_اتكلم pic.twitter.com/vL2QYW3BCO

— Gihan Hussein (@gihan_husseinn) October 13, 2021
143

تهتم الأكاديمية الدولية لتطوير الذات بتقديم التدريب والاستشارات النفسية والأسرية عبر الإنترنت، وتتميز بمنهج علمي متكامل في مجالات الصحة النفسية والإرشاد الأسري، وعلاج سلوكي للإدمان، والتنمية البشرية، وتطوير الذات واللايف كوتشينج. كما توفر الأكاديمية دبلومات متخصصة في إعداد المدربين المحترفين TOT وتحليل الشخصية ولغة الجسد وأنماط الشخصية وعلم قراءة الوجوه والفراسة. وتقدم الأكاديمية خدمات مجانية لجميع الفئات والأعمار في الوطن العربي. يمكن لدينا مزيد من المعلومات عن خدماتنا وبرامجنا، يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات على صفحات مقالاتنا. اقرأ المزيد.