الاختبار والاختيار

Tue, Dec 7, 2021 4:32 PM
أ. جيهان حسين
223

أثناء حوار بين لاعب الكرة #محمد_صلاح مع المذيع #عمرو_أديب أثار تعليق محمد صلاح على شرب الكحول جدلا واسعا حيث قال: "ما بشربش خمور لأنها مش حاجة كبيرة بالنسبة لي عشان أعملها، نفسي على طول مش بتروح لها" وأضاف محمد صلاح "الناس هنا (في بريطانيا) ما تضغطش على حد أنه يعمل حاجة". وفي المقابل قبل أسبوع تقريبا أبو تريكة يثير الجدل لرفضه التضامن مع المثلية الجنسية في الدوري الإنجليزي

الاختبار والاختيار :

هنا نقف عند قضية هامة في حياتنا كمسلمين جميعا "الاختبار والاختيار" ببساطة شديدة نحن خُلقنا في هذه الدنيا لنعبد الله سبحانه وتعالى كما أراد الله واتباعا لهدي رسول الله ﷺ ، ومهم جدا أن تدرك أنك دائما في لجنة اختبارعن مدى صدق نيتك وعملك لله أم لغير الله_ وأن اختبارك يختلف عن اختبار غيرك من حيث الشكل لكنه من حيث المضمون واحد - وهو الاختيار بين الدنيا والآخرة.

فيتعرض كل شخص لمواقف في حياته الشخصية والمهنية وأحداث يومه - يُختبرفيها ليختار بين أمرين - يرضي الناس أم يرضي رب الناس - فأيهم ستختار؟!.

ومهم جدا تعرف إن الطمع يقل ماجمع - ومسألة تمييع الأمور حتى أحصل على كل شئ هتخسرك كل شئ - محدش بياخد كل حاجة معاه _ وإن الاختبار بيفرض عليك اختيار شئ واحد وترك شئ من أجل الآخر(الدنيا أم الآخرة) فتمييع الأمورليس دبلوماسية وليس ذكاء ، والدليل رد فعل الناس على موقف محمد صلاح وفهمهم لخوفه من التصريح بتحريم الخمر كما أمرنا الله حتى لا يخسر أحد. وهو مطمئن أنه لا يشرب الخمر. إلا إذا كان عدم تصريحه يعني أن قضيته ليست في التحريم بقدر ما إنها في عدم رغبته فيها - ((فإن من ترك أمرًا لوجه الله فأجره يختلف عمن تركه لعدم شهوته فيه)) - إذا القضية ليست دينية بل هي رغبات وأهواء وهنا الفيصل في أفعالك للحلال والحرام؟

في المقابل موقف محمد أبو تريكة - والذي أعتبره - لم يوضع في اختبار صريح ولا سؤال مباشر رأيه في المثلية الجنسية - وإنما اختار أبو تريكة لنفسه أن يكون داعيا للحق - وأن يكون كلمة حق تعلو ويتبرأ منها لنفسه ، ويبلغ لعل كلمته تنفع المؤمنين. فكيف لو سُئل؟!

موقف كل منهما من الناحية الشخصية ومن حيث واجب كل من هما نحو دينه :

موقف أو تريكة موقف إيجابي لرد المنكر دون أن يُسأل أو يطلب منه ذلك ، (( من رأي منكم منكرًا فليغيره - بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان)) .

أما موقف محمد صلاح : فيه من السلبية والضعف ماهز صورته أمام الجميع ودفع دار الإفتاء لحسم الجدل في هذا أمر لا خلاف فيه في الشرع - وكان محمد صلاح (أحق برد صريح وواضح) ، لأن السؤال موجه له ومباشر. ورده كان فارقا لكل من يقتدي به.

والحقيقة الخطرفي موقفك محمد صلاح ليس في شخصك ، فجميعنا مُعرض للوقوع في الفتنة - نسأل الله العافية - لكن الخطر يكمن في أنك قدوة لشباب كثير يقتدون بك ، كما تمنوا أن يكونوا مثلك في مهنتك وشهرتك ، فكلمتك كانت ستغير جيل من الشباب يتعلم أن الدين لا يتعارض مع النجاح، وإنما يتعارض مع الحرام. ، وكان أولى بك قول الحق صريح واضح ، وكما أنك تمثل بلدك وحريص على الظهور بصورة مشرفة ، فأنت تمثل دينك والذي هو أعظم الأهداف التي يصبو إليها كل مسلم الوصول لرضا الله سبحانه وتعالى ونيل جنته.

واعلم أن من أرضى الله بسخط العالم رضي الله عليه وأرضى عنه العالم - وأن من أغضب الله لرضا العالم سخط الله عليه وأسخط عليه العالم

موضوعات ذات صلة

تعليق محمد صلاح على شرب الكحول

أبو تريكة يثير الجدل لرفضه التضامن مع المثلية الجنسية